إن قيل : فما حكم من تجند مع الظلمة ليستعينوا به على الجبايات ، وأنواع الظلم؟.
قلنا : عاص بلا إشكال ، وفاسق بلا إشكال ، لأنه صار من جملتهم ، وفسقهم معلوم.
فإن قيل : فإن تجند معهم لحرب إمام المسلمين؟ قلنا : صار باغيا ، وحصل فسقه من جهة البغي والظلم ، فإن كان هذا الظالم مجبرا لم يتغير الحكم في أمر الجندي ، وإن كانت معصيته أشد.
فإن قيل : قد حكي عن المهدي علي بن محمد (١) عليهالسلام : أنه كفّر من تجند مع سلطان اليمن ، وقضى بردته؟ قلنا : هذا يحتاج إلى بيان وجه التكفير بدليل قطعي ، وإن ساغ أن يقول ذلك استصلاحا لأمر الإمام (٢) ،
__________________
(١) علي بن محمد هو : علي بن محمد بن علي بن يحي بن منصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحي بن القاسم بن يوسف بن يحي بن أحمد بن الهادي عليهالسلام ، قال الإمام المهدي خال مولانا المهدي : مولده في ربيع سنة سبع وسبعمائة ، ونشأ في طلب العلوم منطوقها والمفهوم ، حتى بلغ فيها الغاية ، وعلا على كاهل النهاية ، دعوته يوم الخميس في جمادى الآخرة في ثلا سنة ٧٥٠ ه ، وعارضه آخرون ، ولم يتم ، وظهرت سيرته ، وكثرت فتوحه ، ونعش المذهب الشريف ، وحاطه من التحريف ، حتى ابتدأه ألم الفالج في ذمار سنة ٧٢ ه ، ثم نهض الدواري في جماعة محرم سنة ٧٣ ه فنصبوا ولده الإمام صلاح الدين ، ولم يزل ألمه يزداد إلى سلخ جمادى سنة ٧٧٤ ه وتوفي بذمار وحمل إلى صعدة ، قيل : بوصية منه ، ومن الناس من يزعم أنه غير مجتهد والله أعلم.
(٢) قوله (في ذلك استصلاحا) الأولى في الجواب أن يقال : إنه كان من المجبرة ، ومذهب الإمام علي بن محمد عليهالسلام كما هو المختار على مذهب الأئمة عليهمالسلام ، فيكون حكم من تجند معهم كحكمهم ، كما قال في صدر المسألة : إن من تجند مع الظلمة حكمه حكم فاسق بلا إشكال ؛ لأن الظالم كافر ، وهذا الجواب لا يرد .. نعم : وظاهر كلام أهل المذهب أنه لا يشترط الإعتقاد ، بل يكفر وإن لم يعتقد ـ