وقيل : لما قالت نصارى نجران : نحن نعظم المسيح حبا لله.
قال في الثعلبي : نصبت قريش أصنامهم ، وعلقوا عليها بيض النعام ، وجعلوا في آذانها الأقراط.
وأنشد لابن المبارك :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه |
|
هذا محال في الفعال بديع |
لو كان حبك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع |
ثمرة الآية : أنه لا محبة لله مع مخالفة الشريعة ؛ لأن من خالفها فلم يتابع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي الخبر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع الإمام فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله تعالى ، ومن عصى الإمام فقد عصاني).
قال جار الله رحمهالله : وإذا رأيت من يذكر محبة الله تعالى ، ويصفق بيديه مع ذكرها ، ويطرب ، وينعر ، ويصعق فلا تشك في أنه لا يعرف ما لله ، ولا يدري ما محبة الله ، وما ذاك إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة ، فسماها الله تعالى (١).
قوله تعالى
(إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) [آل عمران : ٣٥]
في الآية دلالة على صحة نذر الأم بولدها ، وأن للأم الانتفاع بالولد
__________________
(١) ولفظ الزمخشري في الكشاف (وإذا رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها ويطرب وينعر ويصعق فلا تشك في أنه لا يعرف ما الله ولا يدري ما محبة الله. وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته إلا أنه تصوّر في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة فسماها الله بجهله ودعارته ، ثم صفق وطرب ونعر وصعق على تصوّرها ، وربما رأيت المنيّ قد ملأ إزار ذلك المحب عند صعقته ، وحمقى العامة على حواليه قد ملؤا أدرانهم بالدموع لما رققهم من حاله).