تفسير الثمرات اليانعة [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير الثمرات اليانعة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تفسير الثمرات اليانعة [ ج ٢ ]

وقيل : المراد لن تكونوا أبرارا صالحين أتقياء ، (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).

وقوله : (مِمَّا تُحِبُّونَ) قيل : أراد من المال ؛ لأن المال كله محبوب.

وقيل : ينفق من الأحب ، ولا ينفق من الأدون ، كقوله تعالى : (الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) ، وقيل : مما يشتهون.

وقيل : مما تحبون إمساكه ، وقد رغبت الآية كثيرا من الناس إلى الإنفاق ، قال جار الله رحمه‌الله : كان كثير من السلف رحمهم‌الله تعالى إذا أحبوا شيئا جعلوه لله تعالى.

وروي أنها لما نزلت جاء أبو طلحة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله إن أحب أموالي إليّ بيرحاء ـ قيل : هذا الصواب أن هذه اللفظة بالمد (١).

وقيل : بيرحى. بالقصر ، يريد بذلك أرضا كانت له ـ فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (بخ بخ ، ذلك (٢) مال رابح ، أو رايح ، أي : «يروح ثوابه إليك ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في (٣) أقاربه.

وجاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها ، فقال : هذه في سبيل الله ، فحمل عليها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسامة بن زيد ، فكأن زيدا وجد في نفسه (٤) ، وقال : إنما أردت أن أتصدق به ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أما إن الله قد قبلها منك».

__________________

(١) بيرحاء : بفتح الباء وكسرها ، وبفتح الراء وضمها ، والمد فيهما ، وبفتحهما والقصر ، وهو اسم مال وموضع في المدينة ، وقال الزمخشري في الفائق : إنها فيعلا من البرح ، وهي الأرض الفضاء من البراح ، وقيل : هي منسوبة إلى امرأة حفرت لها ، اسمها حاء ، فركبت مزجا.

(٢) في نسخة (ذاك مال رابح).

(٣) في نسخة (فقسمها أبو طلحة بين أقاربه).

(٤) لأن أسامة بن زيد ولده ، فكأنه تخوف أن لا يكون رسول الله قد قبلها منه ، وإلا فلماذا أعطاها ابنه.