وقوله تعالى : (كُنْتُمْ) قيل : إنها زائدة ، والمعنى : أنتم.
وقيل : كنتم في اللوح المحفوظ. وقيل : كنتم في الذكر في من تقدم من الأمم
وقيل : بمعنى صرتم.
وقوله تعالى : (أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) صلة. وقيل : بمعنى : أظهرت ، والناس صلة.
وقيل في سبب نزولها : إنها نزلت في عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وقد قال لهم مالك بن أبي الصيف ، ووهب بن يهوذا اليهوديان : نبينا خير من نبيكم ، وديننا أفضل مما تدعوننا إليه.
قوله تعالى
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا) [آل عمران : ١١٢]
أي : ألزموا ذلك ، وقيل : أنزلت عليهم ، وجعلت محيطة بهم ، مأخوذ من ضرب الخيمة ، وهي واردة في اليهود حين أنّبوا من أسلم منهم ، كعبد الله بن سلام ، وأصحابهم.
وثمرتها : إلزامهم الإهانة ، وقد ورد إيجاب الجزية عليهم ، وإلزامهم الدنانير ، وإلجاؤهم إلى المضيق من الطريق ، وعدم ابتدائهم بالسلام ، وأن لا يرفعوا بناءهم على المسلمين ، على ما ذكره بعض العلماء ، ولا يؤذن لهم بفتح الطاقات (١) للاستراحة ونحو ذلك.
وقوله تعالى : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ) [آل عمران : ١١٢]
قال جار الله رحمهالله تعالى : المعنى ضربت عليهم الذلة في عامة
__________________
(١) وفي نسخة (الطيقان) والمراد بها النوافذ ، وهذا على لغة اليمن. جمع طاقة.