قوله تعالى
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) [النساء : ٧]
النزول
روي أن أوس بن الصامت الأنصاري (١) ترك امرأته أم كجة ، وثلاث بنات ، وله ابنا عم سويد ، وعرفطة.
وقيل : قتادة ، وعرفجة ، فزويا ميراثه عنهن ، وكانت الجاهلية لا تورث النساء والأطفال ، ويقولون : لا يرث إلا من طاعن بالرماح ، وذاد عن الحوزة ، وحاز الغنيمة ، فجاءت أم كجة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في مسجد الفضيخ بالمدينة
والفضيخ : موضع كانوا يفضخون فيه النبيذ (٢) ـ فشكت إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال لها : ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله ، فنزلت الآية ، فبعث إليهما : لا تقربا من المال شيئا ، فإن الله قد جعل لهن نصيبا ، ولم يبين ، حتى تبين ، فنزلت : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) [النساء : ١١] فأعطى أم كجة الثمن ، والبنات الثلثين ، ودفع الباقي إلى ابني العم ، وروي إلى العم ، بدل ابني العم.
وقيل : إنها نزلت في ورثة سعد بن الربيع ، وذلك أنه لما مات جاءت امرأته بابنتي سعد إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : قتل أبوهم يوم أحد ، فأخذ
__________________
(١) كذا النقل من تفسير الكشاف ، وفي تفسير الحاكم الجشمي ، وعيون المعاني ، والبغوي ، والثعلبي : أوس بن ثابت الأنصاري ، وفي التهذيب (تفسير الحاكم الجشمي) أوس بن زيد بن ثابت. (ح / ص).
(٢) الفضخ : الشدخ ، والفضيخ : شراب يتخذ من البسر المفضوخ ، أي : المشدوخ. نهاية.