بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ، وقد غلّطما روي عن الحسن ، وعطاء : أنه لا يتيمم وإن خشي الهلاك ، وكذا سائر ما يخشى منه الهلاك كالصوم مع خشية الهلاك ، وقيل : لا تقتلوا الغير فيكون سببا (١) في قتلكم قصاصا ، وقيل : لا تقتلوا أنفسكم كما يفعله بعض الجهلة (٢). قال الحاكم : ولا مانع من حمل الآية على الجميع.
وقوله تعالى : (عُدْواناً) يحترز من الخطأ والقصاص ، وقد ظهرت أحكام هذه الآية في بيان معناها من تحريم أكل مال الغير بالباطل وجواز أكله بالتجارة بشرطها من التراضي ، وتحريم قتل النفس وما يؤدي إلى ذلك.
قوله تعالى
(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) [النساء : ٣٢]
قيل : يعني يتمنى أن الذي فضل به صاحبه يكون له ، وهذا حسد.
وأما لو تمنى أن يكون له مثله كان ذلك جائزا ، وهذا يدل على تحريم الحسد (٣).
وقوله تعالى
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) [النساء : ٣٢]
__________________
(١) في ([) : السبب.
(٢) وفي نسخة (بعض الجاهلية).
(٣) لمزيد حول المعنى العام للآية يتعلق بها أحكام انظر زاد المسير (٢ / ٦٨ وما بعدها) ، تفسير الثعالبي (٢ / ٢٢٧) ، تفسير الخازن (١ / ٣٦٨) ، القرطبي (٥ / ١٦٢ وما بعدها) ، تفسير الطبري (٥ / ٨١).