أبو جعفر (بما حفظ الله) بنصب الهاء ، بمعنى يحفظهن الله (١) ، والباقون بالرفع.
قوله تعالى
(وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَ) [النساء : ٣٤]
قيل : نزلت في حديث سعد بن الربيع [بن عمرو] ، وكان نقيبا من نقباء الأنصار نشزت عليه زوجته حبيبة بنت زيد ابن أبي زهير فلطمها ، فانطلق بها أبوها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : أفرشته كريمتي فلطمها ، فقال : «لتقتص منه» فنزلت ، فقال : أردنا أمرا وأراد الله أمرا ، والذي أراد الله خير ، ورفع القصاص (٢) ، ومن أجل ذلك قال الزهري : لا قصاص بين الرجل وامرأته فيما دون النفس ، ولكن يجب العقل [أي : الأرش] (٣) ، وقيل : لا قصاص إلا في القتل والجرح دون اللطمة ونحوها ، وقد استدل بهذا على أن له صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجتهد ، وقيل : سقوط القصاص في لطم الزوج لها منسوخ (٤) ، وقيل : لأن له شبهة من حيث أنه فعله على وجه التأديب.
__________________
(١) وفي الكشاف ما لفظه (وقرىء» بما حفظ الله «بالنصب على أن ما موصولة ، أي حافظات للغيب بالأمر الذي يحفظ حق الله وأمانة الله ، وهو التعفف والتحصن والشفقة على الرجال والنصيحة لهم).
(٢) تفسير الطبرسي (٥ / ٩٤) ، ابن كثير (١ / ٧٧٥) ، تفسير الخازن (١ / ٣٧٠) ، الطبري (٤ / ٦٠) ن القرطبي (٥ / ١٦٨) ، الكشاف (١ / ٥٢٤).
(٣) الطبري (٤ / ٦٠ ـ ٦١ برقم ٩٣١٠ ، ٩٣١١) وما بين القوسين في بعض النسخ حاشية وليست أصلا.
(٤) أي : أنه بمعنى العلم وهذا قول ابن عباس.