قال جار الله : وفي الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علق سوطك حيث يراه أهلك» (١) والمعنى : اجعل نفسك بجيث يهابك أهلك ، ولا تغفل عن تخويفهم.
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق : كنت رابعة أربع نسوة عند الزبير بن العوام فإذا غضب على إحدانا ضربها بعود المشجب حتى يكسره عليها (٢) ، والمجشب : عود ينشرن عليه الثياب ، ويروى للزبير أبيات منها (٣) :
ولو لا بنوها حولها لخبطتها |
|
كخبطة فروج (٤) ولم أتلعثم |
أي : لم أتوقف ، وهكذا سائر المنكرات تبدأ بالقول والعظة ، ثم باليد والضرب ، وكذا من له حق على غيره فامتنع ، فإنه يتوصل إليه بالأسهل فالأسهل.
وقوله تعالى
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً) [النساء : ٣٤]
يعني : فإن رجعن عن النشوز فأزيلوا عنهن التعرض بالأذى والتوبيخ ، وتوبوا عليهن ، واعلموا أن قدرته عليكم أعظم ، وأنكم تعصونه
__________________
(١) الكشاف (١ / ٥٢٥).
(٢) نفسه (١ / ٥٢٥).
(٣) الشطر الأول من البيت في الكشاف (١٥٢٥).
(٤) الفروج : كتنور بفتح الخاء ، وضم العين (الراء) واحد الفراريج ، وهي الصغار من أولاد الدجاج.