قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء : ٥٩]
النزول :
قيل : نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي (١) وقد بعثه رسول الله في سرية (٢) ، وقيل : نزلت في خالد بن الوليد وقد بعثه صلىاللهعليهوآلهوسلم في سرية وفيهم عمار إلى قوم فهربوا غير رجل واحد كان قد أسلم ، فأتى عمارا فأمنه ، وكان من خالد أنه أصبح على القوم وأخذ ذلك الرجل وماله ، فتنازع خالد ، وعمار فأتيا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فأجار من أجار عمار ، ونهى أن يجار على أمير بغير أذنه (٣).
__________________
(١) السهمي : بفتح السين ، وسكون الهاء نسبة الى قرية تسمى سهمة ، وفي جامع الأصول (السهمي) بفتح السين منسوب إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بطن من قريش ، لكن الضبط في النسخ بضم السين ، وسكون الهاء. (ح / ص).
(٢) تفسير ابن كثير (١ / ٨١٧) ، زاد المسير (٢ / ١١٥) ، صحيح البخاري (٨ / ١٩٠) ، مسلم (٣ / ١٤٦٥) ، أحمد (٢ / ٦٢٢) ، البخاري أيضا (١٣ / ١٠٩) ، مسلم (٣ / ١٤٦٩).
(٣) وفي الحاكم ما لفظه (قيل : نزلت الآية في عبد الله بن حذافة السهمي بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سرية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وروي عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث خالد بن الوليد في سرية ، وفيهم عمار ، فلما دنوا منهم هربوا غير رجل كان قد اسلم فأتى العسكر ، واستأمن عمارا فأمنه عمار ، وأمره أن يقيم ، وأصبح خالد مغعيرا على القوم ، واخذ ذلك الرجل وماله ، فقال عمار : خل سبيله ، فإنه مسلم ، وقد أمنته ، فقال خالد : أنت تجير علي وأنا الأمير وجرى بينهما كلام ، وانصرفوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره بالقصة ، فأجاز أمان عمار ، ونهى أن يجير أحد على أمير بغير إذنه ، واستب عمار وخالد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (كف عن عمار من يسب عمارا يسبه الله ، ومن يبغض عمارا يبغضه الله) فقام عمار ، وتبعه خالد ، وسأله أن يرضى عنه فرضي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).