قوله تعالى :
(وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) [النساء : ٨٦]
النزول : قيل : نزلت الآية في قوم بخلوا بالسلام ، وقد اختلف المفسرون ما المراد بالتحية في الآية؟ فقال الأكثر : إن المراد السلام ، وهو أحد معاني التحية (١) في اللغة ، قال الشاعر :
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل
وقيل : المراد بها الدعاء ، وقيل : الهبة ، والظاهر هو الأول وقد أفادت أن المسلم إذا قال : السلام عليك ؛ أن تقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والمثل أن يقول : وعليك ، أو تقول مثل كلامه.
قال جار الله وغيره : وفي الحديث : (أن رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم السلام عليكم ، فقال : وعليكم السلام ورحمة الله ، وقال آخر : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقال آخر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : وعليك ، فقال الرجب تقصيتني ، فأين ما قال الله تعالى؟ وتلا هذه الآية ، فقال عليهالسلام : «إنك لم تترك لي فضلا فرددت عليك مثله».
هذا هو الظاهر في رواية رواها في السنن عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أن رجلا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : السلام عليك ، فرد وقال : عشرا ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله ، فرد وقال : عشرين ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه وقال : ثلاثين).
وفي رواية (فجاء آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،
__________________
(١) الكشاف (١ / ٥٤٩)