في أي : موضع من الأرض ، وفي ذلك ما تقدم (١) أن هذا يدل على قول الشافعي : إن من التجأ إلى الحرم وعليه قصاص ونحوه قتل.
وفي كلام الأئمة وأبي حنيفة : أنه لا يقتل ، لكن لا يطعم ولا يسقى ولا يبايع.
قوله تعالى
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء : ٩٢]
النزول :
قيل : إنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي لما قتل الحارث بن زيد العامري ، ولم يعلم بإسلامه ، عن مجاهد وعكرمة (٢) والسدي ، وذلك أن عياشا أسلم قبل أن يهاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولما خاف من أهل مكة إن ظهر إسلامه خرج إلى المدينة وتحصن في أطم من آطامها ، والأطم : الحصن ، فجزعت أمه من إسلامه ، فأمرت إبنيها أبا جهل ، والحارث بن زيد بن أبي أنيسة ، وكانا أخويه لأمه ، وقيل : أبو جهل هو
__________________
(١) تقدم في آخر تفسير قوله تعالى : (فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية.
(٢) زاد المسير (٢ / ١٦١) ، القرطبي (٥ / ٣١٣) ، الطبري (٤ / ٢٠٥) ، الطبرسي (٥ / ١٩٠ ـ ١٩١) ، الكشاف (١ / ٥٥٢).