قوله تعالى
(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) [النساء : ١٠٤]
قيل : إن هذا نزل في بدر الصغرى وقد كانوا تواكلوا لما أصابتهم (١) الجراح.
ثمرة ذلك :
وجوب الجهاد (٢) ، وأنه لا يسقط بما حصل من المضرة من الجراح ونحوه ، وأن التجلد وطلب ما يقوي لازم ، وما يحصل بها الوهن لا يجوز فعله ، وتدل على جواز المعارضة والحجاج لقوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما) وتدل على أن للمجاهد أن يجاهد لطلب الثواب لقوله تعالى : (وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) فجعل هذا سببا باعثا على الجهاد ، هذا معنى كلام الحاكم (٣) ، ونظير هذا لو صلي لطلب الثواب ، أو السلامة
__________________
(١) في (ب) : أصابهم.
(٢) ابتداء الآية أوجب طلبهم من غير تقدم سبب. حاكم (ح / ص).
(٣) ولفظ الحاكم في التهذيب (وَلا تَهِنُوا) أي لا تضعفوا أيها المؤمنون ، وتجبنوا عن جهاد عدوكم من الكفار بما نالكم (وَلا تَحْزَنُوا) أي لا تغتموا بما لحقكم من الهزيمة ، وظهور أعدائكم ، وقيل : لا تضعفوا بما نالكم من الجراح ، وتحزنوا على ما نالكم من المصائب بقتل الإخوان ، وقيل : (لا تَهِنُوا) بما نالكم من الهزيمة ، (وَلا تَحْزَنُوا) على ما فاتكم من الغنيمة (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) يعني : الظاهرين الغالبين عليهم في العاقبة (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) قيل : معناه الإيمان يوجب تلك الحال التي وصفت ، يعني من كان مؤمنا فلا يهن ولا يحزن ، وقيل : إن كنتم مصدقين بوعد الله ، ووعد رسوله بالنصر لكم ، وقيل : معناه (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، لأنهم لو لم يكونوا مؤمنين ما كانوا غالبين.