قوله تعالى
(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء : ١٤١]
هذا إخبار من الله سبحانه عن سوء أفعال المنافقين بأنهم يتربصون وينتظرون أفعال المؤمنين ، فإن كان لهم النصرة والغنيمة طلبوا نصيبا من الغنيمة ، وإن كانت النصرة للكفار قالوا لهم : إنا قد استحوذنا عليكم أي : حطناكم بالنصرة والمعونة لكم ، وقيل استولينا عليكم فلم نحب نصرتكم ، وفي هذا دلالة على وجوب محبة نصرة المؤمنين ، وكراهة أن تكون اليد عليهم ، وتحريم خذلانهم ، وأن المنافق لا سهم له ؛ لأن في الآية إشارة إلى أنهم طلبوا لما منعوا ، فقالوا : (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ).
وقد قال الجلة من العلماء : أنه لا سهم للذمي ؛ لأن نقصه أعظم من نقص العبد.
وعن الزهري : يسهم له.
أما الباغي إذا أعان المسلمين فقد قال محمد بن عبد الله : إنه يسهم له لقول علي عليهالسلام : ولا نمنعكم نصيبكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا.
وأما التنفيل (١) فيجوز أن ينفل الذمي ومن له إعانة ؛ لأن ذلك تحريض على القتال ويجوز التأليف من الغنيمة للمنافقين وغيرهم كما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم حنين فإنه تألف المشركين حتى أعطى الواحد من المشركين مائة ناقة ، وأعطى الواحد من المسلمين الشاة والبعير ،
__________________
(١) وهو الرضخ له من الفيء.