أن ناد فيهم أن قوموا بإذن الله ، فنظر إليهم قياما يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت.
وقيل : هم قوم من بني إسرائيل ، دعاهم ملكهم إلى الجهاد فهربوا حذرا من الموت فأماتهم الله تعالى ثمانية أيام ، ثم أحياهم ، وذلك لأنه تعالى عقبه بقوله : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ).
وقوله تعالى : (وَهُمْ أُلُوفٌ) هذا جمع كثرة ، وجمع القلة آلاف (١) ، وقد اختلف في ذلك فقيل : عشرة آلاف ، وقيل : ثلاثون ألفا ، وقيل : سبعون ألفا ، وقيل : ثلاثة آلف ، وقيل : أربعة ، وقيل : ثمانية.
والثمرة من هذه الآية :
أنه لا يخرج من أرض نزل بها المرض خوف وقوعه ، وقد ورد الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (إذا وقع الطاعون بأرض ولستم بها فلا تدخلوها ، وإن كنتم بها فلا تخرجوا منها).
قوله تعالى
(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ) [البقرة : ٢٤٤]
قيل : هذا خطاب للصحابة ، وحث لهم على الجهاد ، وتحذير لهم أن يكون حالهم كحال الذين فروا منه فأماتهم الله ثم أحياهم ، وقيل : إنه من تمام حكاية حال من أماته الله ، كأنه قال : (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ، وقيل لهم وقاتلوا في سبيل الله).
وثمرتها : وجوب الجهاد ، وهو مجمل هنا ، مبين في غيره.
__________________
(١) وقيل : (أُلُوفٌ) جمع إلف ، أو إلاف ، كقاعد ، وقعود ، والواو للحال. (بيضاوي) وفائدة القصة التشجيع للمسلمين على الجهاد ، والتعرض للشهادة ، وحثهم على التوكل والاستسلام للقضاء. (ح / ص).