٢ ـ
عبد الله بن مسعود : (ت سنة ٣٢ ه)
ذكرنا أن أشهر المفسرين أربعة : عبد الله بن عباس ، ثم عبد الله بن مسعود ، ثم على بن أبى طالب ، ثم أبى بن كعب.
وقد عرفنا بعبد الله بن عباس ، وعرفنا بأشهر الطرق اليه ومنها طريق مقاتل ابن سليمان.
أما عبد الله بن مسعود ، فهو صحابى جليل ، من السابقين إلى الإسلام ، وأول من جهر بالقرآن بمكة ، وكان خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلبسه نعله ويمشى معه وأمامه إذا سار ، ويلج داره بلا حجاب ، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وشهد المشاهد مع رسول الله.
وكان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتاب الله. وأخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال : (والله الذي لا اله غيره ما نزلت آية من كتاب الله الا وأنا أعلم فيمن نزلت؟
وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته) (٢٠).
وقد روى عن ابن مسعود كثيرون لكن تتبعهم العلماء بالنقد والتجريح ومن أشهر الطرق إلى ابن مسعود :
١ ـ طريق الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق عن ابن مسعود وهي أصح الطرق اليه.
٢ ـ طريق مجاهد عن أبى معمر عن ابن مسعود وهذه أيضا طريق صحيحة.
٣ ـ طريق الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود وهي مثل سابقتها.
٤ ـ طريق أبى روق عن الضحاك عن ابن مسعود ، وهي غير مرضية لأن الضحاك لم يلق ابن مسعود طريق منقطعة (٢١).
٣ ـ
على بن أبى طالب رضى الله عنه :
هو ابن عم رسول الله وصهره على ابنته فاطمة الزهراء. ولد وشب فى الإسلام ، وتوفى سنة ٤٠ ه ، وكان أكثر الخلفاء الأربعة تفسيرا للقرآن لتأخر وفاته ولاحتياج الناس إلى التفسير فى حياته.
وقد أسرف بعض الشيعة فى حبه وجاوزوا الحد فى تقديره فنسبوا اليه ما هو منه برىء ، وقولوه ما لم يقل ، ومن ثم
ورد فى المروي عنه دس كثير ، وتصدى صيارفة النقد من رجال الرواية للمروي عنه حتى مازوا ما صح منه مما لم يصح.
__________________
(٢٠) انظر ترجمة ابن مسعود فى اسد الغابة : ٣ / ٢٥٦ ـ ٢٦٠.
(٢١) محمد حسين الذهبي : التفسير والمفسرون : ١ / ٨٧ ، ٨٨.