٤ ـ
أبى بن كعب الأنصارى : (ت سنة ٢٠ ه)
كان من أعلام القراء ومن كتاب الوحى ومن أعلم الصحابة بكتاب الله ، وكان أبى حبرا من أحبار اليهود قبل إسلامه ، وكان من المكثرين فى التفسير ، ولم يسلم كغيره من الوضع عليه (٢٢).
التفسير فى عصر التابعين
لم يدون التفسير فى عهد الصحابة ، لقرب العهد برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقلة الاختلاف والتمكن من الرجوع إلى الثقات.
فلما انقضى عصر الصحابة أو كاد ، وصار الأمر إلى تابعيهم ، «انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة فى الأقطار ، وحدثت الفتن واختلفت الآراء وكثرت الفتاوى والرجوع إلى الكبراء فأخذوا فى تدوين الحديث والفقه وعلوم القرآن (٢٣)».
فأول ما دونوه من العلوم التفسير ، ومن أقدم التفاسير تفسير أبى العالية رفيع ابن مهران الرياحي (ت ٩٠ ه) ، ومجاهد بن جبر (١٠١ ه) ثم تفسير عطاء بن أبى رباح (ت ١١٤ ه) ، ثم تفسير محمد بن كعب القرظي (ت ١١٧ ه) (٢٤).
وقد انقسمت جماعة المفسرين إلى ثلاث مدارس :
أولاها : مفسرو مكة المكرمة وهم تلاميذ عبد الله بن عباس (٢٥).
والثانية : مفسرو الكوفة وهم تلاميذ عبد الله بن مسعود (٢٦).
والثالثة : مفسرو المدينة. وهي أصحاب زيد بن أسلم العدوى (٢٧).
وإذا قارنا بين التفسير فى عهد الصحابة والتفسير فى عهد التابعين خرجنا بالنتائج الآتية :
__________________
(٢٢) انظر خلاصة تذهيب الكمال : ١٨٠ ، وميزان الاعتدال : ٢ / ٦٨ ، ومناهل العرفان ، ١ / ٤٨٧ ، والتفسير والمفسرون : ١ / ٩٢.
(٢٣) حاجي خليفة : ١ / ٣٣.
(٢٤) حاجي خليفة : ١ / ٤٢٧.
(٢٥) ومن تلاميذه : مجاهد ، وعطاء ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وطاووس.
(٢٦) ومن تلاميذه : مسروق بن الأجدع ، وقتادة بن دعامة ، والحسن البصري وعلقمة بن قيس.
(٢٧) ومنهم : أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي مولاهم ، ومحمد بن كعب القرظي.