وأرى أنه لم يولد سنة ٨٠ ه ، لأنه يبعد أن تكون سنه عند المفاوضة أقل من ٤٠ سنة ، الى جوار أنه ألف الكتب (٣٤) وفسر القرآن ، أو فسر جزءا كبيرا منه على الأقل قبل هذه المفاوضة (٣٥)
البلاد التي نشأ فيها مقاتل
(خراسان)
نشأ مقاتل فى مدينة بلخ ثم تحول إلى مرو ، وكلتاهما من أشهر مدن خراسان.
وإليك تعريفا بهذه البلاد التي نشأ فيها مقاتل وتأثر بثقافتها ونحلها.
١ ـ خراسان :
«هي من أخصب بلاد المشرق وأوسعها ، يحدها من الشرق الشمالي ما وراء النهر ، ومن الشرق الجنوبي بلاد السند وسجستان ، ومن الشمال خوارزم وبلاد الغز فى تركستان ، ومن الجنوب فارس (٣٦)».
وكانت خراسان فى القرن الثاني والثالث والرابع الهجري من أهم مراكز الحياة الفكرية فى بلاد الإسلام ، وظهر منها كبار المحدثين ، وعدد من المفسرين والفقهاء ، حتى قال البكري : «ومنهم العلماء والنبلاء والمحدثون والنساك والمتعبدون. وأنت إذا أحصيت المحدثين فى كل بلد وجدت نصفهم من خراسان (٣٧)».
«وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبى : يا أبى ما الحفاظ؟ قال : يا بنى شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا. قلت : من هم يا أبت؟ قال : محمد ابن إسماعيل ، ذلك البخاري ، وعبد الله بن عبد الكريم ، ذلك الرازي ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، ذلك السمرقندي ، والحسن بن شجاع ، ذاك البلخي (٣٨)».
__________________
(٣٤) الذهبي ، تاريخ : ٥ / ٥٧ ، وابن كثير ، البداية والنهاية : ٩ / ٣٥٠ ، والمقدسي ، تهذيب الكمال مخطوط ، حيث يذكرون أنّ مقاتلا قد جادل جهم بن صفوان ووضع كلا منهما على صاحبه كتابا ينقض على صاحبه فيه.
(٣٥) تهذيب الكمال ، المجلد العاشر ، ترجمة مقاتل ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، حيث يذكر أن مقاتلا تحول من بلخ إلى مرو فأقام بها وتزويج منها وأملى تفسيره بها ، ومعنى هذا أنّ مقاتلا فسر القرآن قبل رحيله من خراسان إلى العراق.
(٣٦) جورجى زيدان ، تاريخ التمدن الإسلامي : ٢ / ٥٠.
(٣٧) البكري ، معجم ما استعجم : ٤٩٠ القاهرة عام ١٩٤٥.
(٣٨) ياقوت ، معجم البلدان : ١ / ٧١٣.