وقد عظم شأن خراسان فى دولة بنى العباس ، وزاد الخراج بها زيادة كبيرة حتى وصل إلى ٠٠٠ / ٠٠٠ / ٤٠ درهم إذا أضيف إلى خراج العراق بلغ نصف جباية المملكة. «وكثيرا ما كان الخلفاء يعدون خراسان المملكة كلها (٣٩)».
٢ ـ
بلخ :
ولد مقاتل فى مدينة بلخ ونشأ بها ، وشاهد معابدها وأديانها المتعددة ، وكان لذلك أثره فى ثقافته ، خصوصا فى مذهبه الشاذ الذي يقول بالتجسيم والتشبيه ، وإليك تاريخ هذه المدينة.
بلخ قبل الإسلام :
تقع بلخ على نهر جيحون ، ولذلك يقال لجيحون نهر بلخ وهي من أجل مدن خراسان (٤٠) «وكانت بلخ مركزا للحضارة الاغريقية ، بصفتها مقر ملوك بكتريا من الاغريق».
«وفى عهد الاكمينين كانت بلخ مدينة مقدسة للديانة الزرادشتية ، ثم انتشرت بها الديانة البوذية أيام ملوك الكوشانيين (٤١)».
«وظلت الزرادشتية جنبا إلى جنب مع البوذية إلى الفتح العربي كما كان مع هذين الدينين المانوية والمسيحية والنسطورية ، ومع هذا فقد كانت البوذية هي الغالبة ، وكان الحجاج من جميع البلدان ومن بينهم كثير من الصينيين يقصدون الى «نوبهار» المعبد البوذى ، وهو معبد هائل كبير وكان لبرمك سادن نوبهار المكانة العليا فى بلخ أيام الفتح العربي ، وقد انحدر من هذه الأسرة الكهنوتية أسرة البرامكة الوزراء فى الدولة العباسية (٤٢)».
الفتح الإسلامي لبلخ :
قبل الإسلام كانت بلخ مركزا لديانات متعددة ولذلك فقد قامت بسلسلة من أعمال التمرد بعد الفتح الإسلامي لها.
__________________
(٣٩) ابن حوقل : ٣٤٥. جورجى زيدان ، تاريخ التمدن الإسلامي : ٢ / ٨١ وزاد قوله : (وعاصمة خراسان نيسابور ، ومدن خراسان كثيرة وبلادها آهلة وتربتها خصبة ، وكان للمسلمين فيها ارتفاع عظيم. وكان يقال : اما العراق فللمال ، وأما خراسان فللمال والرجال ، وأما الحجاز فهو مصدر الثقة فى الخلافة والبيعة)
(٤٠) ياقوت ، معجم البلدان : ١ / ٧١٣.
(٤١) دائرة المعارف الاسلامية : ٤ / ٧٨ ، وتضيف أنها كانت القصبة السياسية لولاية خراسان القديمة ثم أصبحت المركز الثقافى والديني لمملكة طخارستان.
(٤٢) دائرة المعارف الاسلامية : ٤ / ٧٩ : مادة بلخ ، وثمة خطأ فى استعمال كلمة هائل ، لأن اللغة العربية لا تعرفها الا بمعنى مفزع.