بيت ، ولا تمت بصلة كبيرة إلى المدينة القديمة التي كان العرب يطلقون عليها (أم البلاد) (٤٦) ، وبها مزار شريف «للإمام على» رضى الله عنه (٤٧)
٣ ـ
مرو الشاهجان :
هذه مرو العظمى (٤٨) أشهر مدن خراسان والنسبة إليها مروزي على غير قياس. وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا.
ومن مرو إلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا.
وقد أخرجت مرو من الأعيان وعلماء الدين أحمد بن حنبل وسفيان الثوري وغيرهم.
وقد زارها ياقوت «فرآها مدينة عظيمة بها كتب كثيرة وعشر خزائن لكتب الوقف».
وبها قبور أربعة من الصحابة (٤٩) وقد تحول مقاتل من بلخ إلى مرو فأقام بها وتزوج منها (٥٠) وقد نسب مقاتل إلى بلخ ومرو وخراسان ، فذكرته كتب التراجم بقولها : مقاتل ابن سليمان البلخي (٥١) المروزي (٥٢) الخراساني (٥٣) ومقاتل رجل طلعة نابغة صاحب ذكاء وفراسة ومعرفة ، وقد تأثر بما دار حوله.
فقد ولد مقاتل فى بلخ ونشأ بها ، ورأينا أن بلخ كانت مدينة الديانات. فقد كان فيها الزرادشتية والبوذية والمانوية والمسيحية ، وظلت هذه الديانات متجاورة إلى الفتح العربي ، وأن كانت الغلبة للبوذيين (الهندوكش).
__________________
(٤٦) دائرة المعارف الاسلامية : مادة بلخ : ٤ / ٨١.
(٤٧) ياقوت : ١ / ٧١٣ ، ٤ / ٨١٧ ، ومن العجيب أنّ هذا المزار لم ينشأ الا فى القرن السادس الهجري ظلت بلخ مدينة المعابد والمزارات المقدسة.
(٤٨) تمييزا لها عن مرو الروز ، وبينهما خمسة أيام. ولفظ مرو معناه الحجارة البيض التي يقتدح بها.
(٤٩) ياقوت : ٤ / ٥٠٧ ، وقد ذكر أسماء ثلاثة من الصحابة رأى قبورهم بمرو وهم : بريدة بن الحصيب ، والحكم بن عمر الغفاري ، وسليمان بريدة.
(٥٠) تهذيب الكمال المجلد العاشر ، ترجمة مقاتل ، مخطوط بدار الكتب المصرية.
(٥١) تهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٧٩ ـ الجرح والتعديل للرازي : ٤ / ٣٥٥ ـ تهذيب الكمال : المجلد العاشر ـ الأعلام : ٨ / ٢٠٦.
(٥٢) معجم المؤلفين : ١٢ / ٣١٧.
(٥٣) تهذيب التهذيب : ١٠ / ٢٧٩ ـ تهذيب الكمال : المجلد العاشر ، معجم المؤلفين : ١٢ / ٢١٧.