[١ ظ] بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم
قال سيدنا وبركتنا الشيخ الفقير العلم العلامة عز الأنام الحبر الهمام الصدر المحقق فريد دهره وحيد عصره ؛ أبو عبد الله محمد بن عرفة :
علم التفسير
القول في حقيقته وموضوعه ودليله وفائدته واستمداده وحكمه
أما حقيقته : فهو العلم بمدلول القرآن وخاصيته كيفية دلالته [ومتشابهه](١) والناسخ والمنسوخ.
فقولنا : خاصيته كيفية دلالته : هي إعجازه ومعانيه الثابتة وما فيه من علم البديع التي يذكرها الزمخشري (٢). من المفسرين لم يذكرها ؛ كالطبري (٣) الذي هو إمام المفسرين ، فقال : كان ذلك مذكورا في طبعه وإن لم يكتبه.
وموضوعه : القرآن.
ودليله : القرينة والبيان ؛ لأن المفسر فسر اللفظة بمعنى ويستدل عليها بشواهد من الشعر ، وكذلك يستدل على إعرابها.
وفائدته : استنباطه الأحكام والمعاني من أصول الدين وأصول الفقه والعربية.
__________________
(١) ما بين المعكوفين ـ هنا وفي الصفحات القادمة ـ بياض في الأصل ، وهو زيادة منا ليستقيم السياق.
(٢) الزمخشري هو : العلامة كبير المعتزلة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب الكشاف والمفصل ، ولد بزمخشر قرية من عمل خوارزم في رجب سنة سبع وستين وأربع مئة ، رحل وسمع ببغداد وحج وجاور وتخرج به أئمة ، وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان ، مات ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة. سير أعلام النبلاء ٢٠/١٥١ ، طبقات المحدثين ١/١٥٩ ، ميزان الاعتدال ٦/٣٨٣ ، لسان الميزان ٦/٤ ، المغني في الضعفاء ٢/٦٤٧.
(٣) الطبري هو : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير ، الإمام العلم الفرد الحافظ أبو جعفر الطبري ؛ أحد الأعلام وصاحب التصانيف ، من أهل آمل طبرستان ، مولده سنة أربع وعشرين ومائتين ، طلب العلم بعد الأربعين ومائتين وأكثر الترحال ولقي نبلاء الرجال ، وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف ، قل أن ترى العيون مثله. مولد العلماء ووفياتهم ٢/٦٣٩ ، تذكرة الحفاظ ٢/٧١٠ ، سير أعلام النبلاء ١٤/٢٦٧.