قال الفخر : اللام للصيرورة.
ابن عرفة : إن كان الإيراء معنويا فليست للصيرورة ؛ لأنه غير مقصود قصد إبليس شيئا ، ووجد خلافه.
قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ).
[٣٣ / ١٦٣] فيها النظر إلى حالتي الإقبال والإدبار ، وفيها إشارة إلى أنهما استشعرا حالة الموت إن أريد الخالدين بالإطلاق فيتناول الخلود في الجنة ، فإن قلت : ظاهر الآية أن الملائكة أفضل من بني آدم ، قلنا : باعتبار الوهم والاعتقاد لا في نفس الأمر ، فإن قلت : هلا قيل : إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ، أو يقال : إلا أن تكونا من الملائكة أو من الخالدين؟ قلنا : لأجل رؤوس الآي.
قوله تعالى : (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ).
الذوق هنا أوائل الإحساس بالشيء.
قوله تعالى : (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما).
الظاهر أنها كلية لا كل والمراد : بدت لكل واحد منهما سوأة صاحبه ، ويحتمل أن يريد بدت لكل واحد منهما سوأة نفسه.
قوله تعالى : (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ).
إن أريد مطلق الحياة فالمعنى فيها يدومون على الحياة أحياء ، وإن أريد حياة خاصة فيكون الاستقبال على حاله.
قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا).
قد للتحقيق ويبعد كونها للتوقع.
فإن قلت : الآية خرجت مخرج الامتنان عليهم ، واللام للاختصاص أو للملك أو للتعليل أنسب من عطاء ؛ لأن الامتنان عليهم أو لأجلهم أقوى بالمنزل عليهم ، وأجيب بأنه إشارة إلى بعد المحل المنزل منه على المحل المنزل إليه ، قال تعالى (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) [سورة سبأ : ٥٢] لاقتضائه العلو والارتفاع التام ، وهذه الآية يعدها ابن التلمساني في شرح المعالم الفقهية مجاز إيقاع السبب برفع المسبب ، وقدره بأن أنزلنا موضوع موضع أعطينا لباسا ؛ لأن إنزال المنازل في إعطاء اللباس فنزل أنزلنا منزلة أعطينا ، وتكون سببا غائبا ؛ لأن اللباس سبب في الماء بمعنى أنه باعث عليه ، كما أن الاستكمان من الحر والبرد سبب في بناء البيت مع أنه متأخر عنه.