ابن عرفة : يؤخذ منها بأن الأصل في الأشياء الإباحة ؛ لأن الذم إنما ترتب على نفس التقسيم من غير اعتبار شيئين من الأقسام.
قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ).
إشارة إلى ذم الاتصاف بأدنى الظلمة.
قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ).
الزمخشري : ما الفائدة في إسرارها؟ وأجاب بأنهم لشدة ما نالهم من الهول لا يقدرون على إظهار الندامة ، وزد بأن مذهبه أن القادر على شيء قادر على ضده ، وأجاب ابن عرفة : بأن ذلك عقلا ، وهذا أمر عادي فقط.
قوله تعالى : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
القضاء بالقسط كان تأكيدا ، وإن أريد لا يظلمون مطلقا كان تأسيسا.
قوله تعالى : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
هذا احتراس ؛ لأنه لما تقدمها (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ) أوهم أن المفتدى منه ينتفع بذلك الفداء فنص هنا على أن الفداء به كله ملكة فلا حاجة له في شيء من ذلك.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ).
قال ابن عرفة : كان بعضهم يقول : الموعظة هي المعجزة ، والشفاء لما في الصدور هي دليلها ، والإيمان بها والهدى هو الأحكام والشرائع التي بيانها ، والرحمة حفظ الأموال والنفوس بالإيمان ، كما في الحديث : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا عصموا مني دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (١) ".
__________________
(١) أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه حديث رقم : ٣٢ ، والنسائي في السنن الكبرى حديث رقم : ١١١٦٣ ، وابن ماجه في سننه حديث رقم : ٣٩٢٦ ، والبيهقي في السنن الصغير حديث رقم : ٥٩٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى حديث رقم : ١٥٥٣٣ ، وأحمد بن حنبل في مسنده حديث رقم : ٢٣٩ ، وأبو بكر البزار في البحر الزخار بمسند البزار حديث رقم : ٢٤٣١ ، والحسن بن علي الجوهري في مسنده حديث رقم : ٤١٠ ، وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه حديث رقم : ١٨١٠٧ ، وابن أبي شيبة في مصنفه حديث رقم : ٣١٤٠٥ ، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء حديث رقم : ٤٣٤٤.