قوله تعالى : (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ).
إشارة إلى أن كذبهم غير مسند إلى ظن ظنوه أو توهم توهموه بل هو مجرد عند وافتراء ، أو يكون المعنى : أنهم كذبوا على الله وظنوا أنهم لا يؤاخذون بذلك إلى يوم القيامة.
قوله تعالى : (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ).
إلى قوله (إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً) يؤخذ منه أن الله تعالى عالم بالجزئيات كعلمه بالكليات.
قوله تعالى : (إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ).
ابن عرفة : هذا كقولك : أتعصي والله يراك ؛ لأنه أزجر له من أن تنهاه عن العصيان ، وإلا فرؤية الله تعالى سابقة قديمة ، وتعليقها محالة العصيان تنفيرا للعاصي عن فعله.
قيل لابن عرفة الرؤية لا تتعلق بالمعدوم على تقدير وجوده.
وقال الفخر : قوله تعالى : (شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) إن قلت : فيه إيهام ، فالجواب أن الشهادة أخص من العلم ، فلا يلزم من نفيها نفيه.
ابن عرفة : فيه نظر لبقاء السؤال في القدر الزائد ، فإن قلت : الشهادة بمعنى البصر تتعلق بالمعدوم على أنه موجود ، والعدم يتعلق به لا على أنه موجود.
قال بعضهم : قد يجاب بأن الفرق بين العلم والشهادة إنما هو في التسمية فقط ، فقيل : الوجود يسمى علما وبعده شهادة واستبعده ابن عرفة.
قوله تعالى : (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ).
فيها دليل لمن يقول بنفي الجوهر الفرد عند مثبته ، فقوله تعالى : (وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ) يقتضي القيامة.
قوله تعالى : (إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).
من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم ، وإن جعلنا الاستثناء متصلا لأنه يوهم أنه يعزب مع أنه معلوم له.