قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
على فوات محبوبهم ، أو لا يخافون لأن تفوتهم الجنة ، ولا يتعلق عزمهم إلا بطاعة الله لا يطمعون في جنة ، ولا يخافون فواتها ، ولا يحزنون على نقص لذاتهم في الدنيا.
قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
بعصمة دمائهم وأموالهم إلا بحقها ، وفي الآخرة بالنجاة من النار.
قوله تعالى : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).
عبر بمن ....... (١) إما تغليبا للعاقل ، أو لأن العاقل أشرف ، فإذا ملكه فأحرى أن يملك غيره ، فهو تنبيه على الأعلى بالأدنى ، أو لأن ملكه لغير العاقل مقدم التنبيه عليه ، بقوله (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) فإن قلت : لم كررت من في هذه الآية ولم يكررها في التي قبلها؟ فالجواب : أنه لما كانت أعم من التي قبلها اغنى ذلك العموم من تكرارها.
قوله تعالى : (وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ).
ابن عرفة : هذه سالبة كلية ، والسالبة الكلية ، قال المنطقيون : إنها تكذب إذا فكيف هم؟ هذا مع أنهم جعلوا لله شريكا ، فكان بعضهم يقول : هؤلاء شركاء في اعتقادهم وليسوا شركاء في نفس الأمر.
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً).
من باب حذف التقابل ؛ أي جعل لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه ، والنهار مبصرا لتبصروا فيه.
قوله تعالى : (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
عبر بالسمع لأنه أشرف وأعم من البصر ، والعرب يؤرخون بالليالي ...... (٢)
__________________
(١) طمس في المخطوطة.
(٢) بياض في المخطوطة.