الآدمي لا يزال فيه النمو والزيادة إلى أن يبلغ ستة وثلاثين سنة ، لكنه نمو خفي لا يظهر وأما النمو الظاهر فحده عند ابن سينا عشرون سنة خلافا للفارابي.
ابن عطية : وقيل : كان في الأسبوع الخامس وهو ثلاثة وثلاثون ، لأن الأسبوع الرابع هو ثمانية وعشرون لاجتماعها في ضرب أربعة في سبعة ، والخامس هو خمسة وثلاثون.
(وَراوَدَتْهُ).
الطيبي : عن الراغب الرود التردد في طلب الشيء برفق ، يقال : أوردوا ارتادوا منه الرائد لطالب الكلام ، وباعتبار الرفق ، قيل : أردت الإبل في مشيها ترود رودانا منه رويد والإرادة منقولة عن زاد يزود ، إذا سعى في طلب شيء ، وتارة يستعمل في المبتدأ ، وهو نزوع النفس إلى الشيء ، وتارة في المنتهى ، وأنه تعالى يتعالى عن معنى النزوع فمعنى أراد الله كذا ، أحكم فيه أنه كذا ، وليس بكذا ، وقد يراد بها معنى الأمر نحو أريد منك كذا ؛ أي آمرك بكذا نحو تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [سورة البقرة : ١٨٥] ، والمراودة أن تنازع غيرك في الإرادة فتريد غير ما يريده أو يريد غير ما تريده.
الزمخشري : خادعته في نفسه أي فعل ما يفعل المخادع لصاحبه ، الطيبي : قال صاحب" الفرائد" : مراده تضمين راودت معنى خادعت ، لأن في المخادعة معنى التبعيد ، وهو متعد بعن ، كأنه قال : بالتضمين ، لأن التضمين هو أن يضمن فعل معنى فعل ، ويعدي تعديته مع إرادة معناها ، فلا بد من ذكرهما في التفسير معا.
قال الزمخشري في الكهف : الغرض في هذا الأسلوب إعطاء مجموع معنيين ، وذلك أقوى من إعطاء معنى واحد ، وأما التعدي فإن خدع ورد في الأساس على استعمالات شتى ، وليس فيها تعدية بعن ، وأما هذا فليس على حقيقته ، لقوله : فعلت ما يفعل المخادع بصاحبه ، لأنه وارد على التشبيه ، وتمثيل حاله أيضا ما أتى به في هذا التركيب بلفظ المراودة ، وقد مر أن شرحه أن يذكر معنى المضمن فيه ، وذكر في الأساس أيضا راود رودانا جاء وذهب ، وما لي أراك ترود منذ اليوم ، وذكر في قسم المجاز ، وراوده عن نفسه ، خادعه عنها ثم مجموع التمثيل كناية عن التمحيل لمدافعته إياها.
(وَلَقَدْ هَمَّتْ).