قوله تعالى : (فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ).
انظر في آل عمران في قوله (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) [سورة آل عمران : ٥٢] قال الجوهري في الصحاح : وتحسست من الشيء أي تحرّيت خبره وحسست له أحسّ بالكسر أي رفعت له وحسست بالخير وأحست به أي تعقبته وقال زيد بن جدعان حين ارتد يوم الحمل اذهبوا في ثيابي ولا تحسوا عني أي لا [...] ابن عطية : تحسسوا أي استقصوا ويعربوا والتحسيس طالب التي [...] ، وقوله من يوسف متعلق بمحذوف يعمل فيه تحسسوا حقيقة من أمر يوسف ، أبو حيان : وفيه نظرة لم يبين وجة النظر ، فقال ابن عرفة : لعله يريد أن من إنها بي بمعنى عن لأن هذا إنما يتعدى باللام أو بمن قلت وهذا لا يصح لأن الجوهري قال في الصحاح وحسست عن الشيء تخبرت خبره.
قوله تعالى : (مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ).
إن قلت : قال في سورة الأنبياء (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [سورة الأنبياء : ٨٣] فأكد أيوب شكواه بأن هؤلاء لم يؤكد وأن المناسب كان العكس لأن هؤلاء يخاطبون يوسف الذي لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه وأيوب يشكو لحاله إلى الله تعالى العالم بخفيات الأمور ، فأجيب : بأن سبب الشكوى في أيوب أشد من سبب الشكوى في إخوة يوسف لكن لما ورد أن الدود أكل جميع بدنه حتى وصل إلى قلبه [...] الزمخشري قيل : أنها الجنة الخضر أريد الفسق ، وقيل : كانت هي المقل ، ابن عرفة ودهن المقل.
قوله تعالى : (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ).
ابن عطية : يؤخذ عنه أن الكيل على البائع ولو كان على المبتاع لقالوا فاسمح لنا بالوفاء في الكيل ، وقال مالك : الكيل على البائع ، وقال فيما إذا قطع يد رجل أو رجله أنه ليس له أن يلي القصاص لنفسه بل تنبيهه من له .... (١) بذلك قال مالك : وجزاء ذلك النائب على المقتص له ومذهب غيره أنه المقتص فيه ، وحجة مالك : أنه بنفس الجنايات صارت اليد للمجني عليه وأجره قطعها عليه وحجة المخالف أن المجني عليه ، يقول للجاني اعطني يدا عوضا عن يدي ولا يمكن إعطاؤها إلا مقطوعة فبغى فيها حق التوفية وهو القطع ، ابن عرفة : فجعل مالك الجزاء [...] المالك على المقتص له ومذهب غيره الحق للمجني عليه فيها قبل القطع بدليل أنه في أوسط كتاب الديات
__________________
(١) طمس في المخطوطة.