وحق مولى أبدعته خلقته |
|
لو لا التقى لقلت جلّت قدرته |
وقال : ذلك مما أحرز منه وقع فيه إلا أن يجاب بأن المراد لقلت جلت قدرته وعظمته معتقدا ذلك.
قوله تعالى : (اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ).
إن قلت : خطابهم عام في الاستغفار والأصل تقديمه ، والجواب : أنه أخر قصد العموم والاستغفار من ذلك الذنب وغيره فلذا قالوا : (ذُنُوبَنا) ولو قدموا السبب لكان في ذلك الاستغفار مقصور على سببه ، فإن قلت : يوسف دعا بالمغفرة في الحال ، فقال يغفر الله لكم ويعقوب ومدهم بالدعاء بها فقال : (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) فما السر في ذلك؟ فالجواب : أن يوسف لشدة ما فعلوا به مع ما [...] له لأن من الملك [...] أن يقع عندهم منه هلع وجوب أن هو وعدهم بالمغفرة ولم يخبرهم ذلك لهم في الحال فلذلك (قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ) وأما يعقوب فهو من أمره في أمن ومعاتبة فإن قلت : هلا قال (أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) ربما فهو أقرب لإيقاع الأمن والطمأنينة لهم ، قلنا : أضافه إلى نفسه لاختصاصه حينئذ بفرصة منه حيث جمع عليه [...] ، فإن قلت : حذفه من الجملة الأولى ما ذكر في الثانية وهو المفعول الأول لاستغفر ، ومن الثانية ما ذكر في الأولى وهو المفعول الثاني لاستغفر فالأصل استغفر لنا ربنا ذنوبنا (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) ذنوبكم فما السر في ذلك.
قوله تعالى : (إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
إن قلت : الرحمة سبب المغفرة لأنه إذا أحس له ورق عليه ستره والأصل تقديم السبب ، والجواب من وجهين : أنه قدم الاهتمام تقديم المغفرة وأما التذكر الرحمة مرتين أولا باللزوم وثانيا بالمطابقة ، قال ابن العربي في رحلته بل في قانون التأويل بل سمعت بعض الزهاد يقول : إن الله رد على موسى أمه في لحظة ، ورده يوسف على يعقوب في مدة طويلة قال فيه سبعة أوجه من الحكمة ، الأول : أن أم موسى كانت ضعيفة لأنها أنثى وكان يعقوب قويا لأنه ذكر ، الثاني : رمي موسى كان من الله ، وذهاب يوسف كان من الناس لأنه استحفظه إخوته فخانوا فيه فأدب لأن لا يستحفظ أحد غير الله ، الثالث : أن أم موسى وثقت بوعد الله ، ويعقوب بقي يرجى شفقة الإخوة ، الرابع : أن أم موسى وعدها الله بإنجازه وعده ، ويعقوب لم يكن له من الله وعد ، الخامس : أن موسى رمي صغيرا فسبب إليه كفيلا ، السادس أن يوسف لو قال حين أخرج من الجب أنا حر وابن نبي وهؤلاء إخوتي وهذه قريتي لما اشتروه ولكنه