يقول إن هذه الآية تدل على ترجيح جانب الخوف على جانب الرجاء لقوله : (لَذُو مَغْفِرَةٍ) وهو للتقليل ، ابن عرفة : إنما أخذه من كون المغفرة مصدر محذوف بالياء الدالة على الوحدة والعقاب مصدر منهم يقع على القليل والكثرة ، قال وإن ربك لغفار للناس لأفاد المبالغة ، قلت : وهو لابن عطية لأنه قال ما نصه والظاهر في معنى المغفرة هنا أنما ستره وأمها له لا غفره إلا ويبان الستر في لفظ المغفرة وإنها منكرة مقللة وليس فيها مبالغة كما في قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ) [سورة طه : ٨٢] قلت وذكر الزمخشري : في سورة فاطر في قوله : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) [سورة غافر : ٦١] إذا قال : (ذو) أدلّ على عظم فضله وكثرته ، ونحوه لأبن الخطيب في سورة الإسراء في قوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) [سورة الإسراء : ٢٦] ونحوه للقاضي عياض في الإكمال في قصة سعد بن أبي وقاص في الوصية حيث قال : قد بلغ بي من الوجع ما ترى وإفادة الحال ولا [...] إلا ابنه لي.
قوله تعالى : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى).
انظر هل المراد به الآدميات أو عموم الأنات ، فإن قلت : قوله : (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) قرينة في الخصوص ، قلنا : قد ذكر الفخر والآمدي أن العام إذا عقب بعضه بصفة من أصنافه فمذهب مالك والشافعي فإن على عموم وقال الثوري : هو مقصود على ذلك الصنف فقوله : (وَما تَغِيضُ) وإن كان لا يصدق إلا على الأرحام ولا يخصه وذكر المؤرخون أنه كان في بلد سلا عشرة ملوك ولدوا من بطن واحدة ، ابن عطية : وقع لمالك كما يدل على أن الحال عنده لا يختص ومذهب ابن القاسم أنها تحيض ، قيل لابن عرفة : يلزم من قولكم أنها تحيض أن يكون الحيض دليلا على برآة الرحم فكيف جعلتموه علامة على براءة الرحم في العدة والاستبراء ، فقال : إنما حكمنا بالمظنة ، فقلنا : هو مظنة براءة الرحم فخلفه بعض الأحيان لا يمدح كما أن ظهور الغم في زمن الشتاء مظنة لنزول المطر وقد يتخلف ، فإن قلت : لم قدم النقص على الزيادة ، قلنا : لأن الأصل عدم الزيادة.
قوله تعالى : (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ).
ابن عرفة : انظر هل المراد به القدرة وهي الإبراز من العدم إلى الوجود أو الإرادة وهي التخصص أو العلم وهو الكشف وإلا والظاهر أن المراد به الإرادة وإن (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) مراد لأنه أتى به عقيب قوله : (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ) وما تزاد هم حمل ناقص وحمل زائد وحمل معتدل ، فقال : (كُلُّ شَيْءٍ) ذلك مراد له كان