قوله تعالى : (لَهُ مُعَقِّباتٌ).
الزمخشري : إن جماعات يتعقب في حفظه وكلامه القونوي أي أذكار وتسبيحات ودعوات ، ورده ابن عرفة : بأن المجموع بالألف والتاء إذا كان مكبرا يشترط فيه الفعل إلا إذ لم تكره العرب [...] وهذا حكى أن الزمخشري فيه هنا معاقيب ، ابن عرفة : أن قلت الوارد في الحديث أن الحفظة ملك عن اليمين وملك عن الشمال فكيف قال من بين يديه ومن خلفه؟ فالجواب بوجهين : الأول : أن (مَنْ) لابتداء الغاية فينزلون من أمامه ومن خلفه لعمارة يمينه وشماله فالحفظة الأول ثم يصعد الحفظة وهم عن يمينه وعن شماله ، والثاني : أن الضرر اللاحق الإنسان من أمامه وخلفه أصعب عليه وأشق كما هو من أمامه فإليه مصادر وإليه يهرب ألا ترى قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) [سورة الجمعة : ٨] وما هو من خلفه فإنه من حيث لا يشعر فحفظ هنا بين الجهتين أكد من غيره.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
إن قلت : هذا محالة لقوله (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) [سورة الإسراء : ١٦] ومترفوها هم أهل النعيم ، والمترفة وفي الحديث" أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث" هذه الآية أن الهلاك إنما يقع عن [...] تخالف الشرع ، فالجواب : بوجهين الأول أن المراد يقوم الكل لا الكلية فالهلك لا يقع بقوم حتى يقع منهم التغير إما من كلهم أو أكثر ، الثاني أن المراد بتغيرهم ما بأنفسهم التغيير الذي لا [...] عنه ثواب في الآخرة [...] بالهلاك والألم ممن لم يغير في الدنيا بسبب مخالطتهم لمن غير رحم به وابتلاء من الله تعالى لأنه أن رضي بذلك وقابله بالحمد والشكر يثاب عليه في الآخرة والتغيير الواقع به ليس بعقوبة وكما في الحديث" إن الناس يحشرون على نياتهم أو على أعمالهم".
قوله تعالى : (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ).
هذا احتراس إشارة إلى المعقبات إنما لحفظوا منه مما أراد الله عدم وقوعه به وأهل السنة يعمون لفظ القول في الطائع والعاصي والمعتزلة يخصصونه بالعاصي بناء على قاعدة التحسين والتقبيح عندهم.
قوله تعالى : (وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ).