أي من شفيع في رفع العذاب عنهم فهو تأسيس وقوله (فَلا مَرَدَّ لَهُ) هي فلا دافع له عنهم ابتدأ قبل وقوعه. [٤٣ / ٢١٢] بهم ولا ناصر لهم يرفعه عنهم بعد وقوعه.
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً).
نسب الرؤية للبرق والإنشاء للسحاب لأن الإنشاء المرتبة أسهلها على البصر [...] البياض الساطع فنحن نعجز عن مداومة النظر للشمس والنعمة في للبرق في أقدارنا على النظر إليه وانظر قوله : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) [سورة النور : ٤٣] وأما السحاب فجرم ثقيل جدا والنعمة التي فيه هي إبرازه من العدم إلى الوجود.
قوله تعالى : (خَوْفاً وَطَمَعاً).
أعربهما الزمخشري : حالا ومنع أن يكونا مفعولا من أجله إذ ليس عنده فعلين والفاعل الفعل المعلل على مذهبه في أن الله تعالى لم يخلق الشر ولا أراده ونحن نجيز ذلك ونقول أراده وخلق في قلوب بعضنا الخوف منه وفي قلوب [...] الطمع فيه والفرق بين إرادة الخوف وبين خلق الخوف إنك تريده من زيد أن يخاف منك ولا تقدر على إيقاع ذلك به ، الزمخشري يخاف المطر من يضره كالمسافر ومن في جرمه البر [...] ومن له بيت يقطر عليه ومن البلاء من يتضرر أهلها بالمطر كأهل مصر فإنه يفسد عليهم أبنيتهم ونزول المطر فيها قليل جدا ، ابن عرفة رأيت في خزانة التواريخ لابن سليم لما ذكر دخول مصر وما جرى له مع أهلها قال طلبت من بعضهم أن يهجوها فامتنع فلما أكثرت عليه قال :
كم ذا تقيم بمصر |
|
معذبا بذويها |
وكيف ترجو نداهم |
|
والسحب تبخل فيها |
قوله تعالى : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) حكى ابن رشد في بيانه في كتاب السواد والأنهار : خلافا فقيل : أن الماء كلها من السماء ، وقيل : من البحار وإنه يتصعد منها بخار تكسبه [.....] وتذوبه فيكون في السحاب ثم ينزل مطرا ، وقيل : بالوقف وهو اختياره وذكر بعضهم أنه إذا نحن ما البحر وجعلت على القدر ثباته فإنه يعذب ، وقيل : بل تكثر حدته [.....] المضطر إليه.
قوله تعالى : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ).
قيل : إن الرعد اسم ملك ورده ابن عرفة بقوله : (فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) [سورة البقرة : ١٩] فقد نكّره فإن كان لفظ الرعد هو العلم على الملك لم