فلان فهو لإزالة الشك عن حديث فلان ، ولو لا ذلك لما قال البيانيون في قول الشاعر بروح بن زنباع :
بكى الخز من روح وأنكر جلده |
|
وعجت عجيجا من جذام المطارف |
إنه من ترشيح المجاز ؛ لأن المطارف جمع مطرف ، وهو ثوب مرقع من خلق له وجذام قبيلة روح.
قوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
تعليل شرعي لا فعلي ؛ لأن بعثته جائزة عقلا وواقعة شرعا لقوله تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [سورة الإسراء : ١٥] هذا هو مذهب أهل السنة.
قوله تعالى : (بَعْدَ الرُّسُلِ).
أعربه أبو حيان ، والزمخشري إما نصبا للحجة أو حالا منها ، وأبطله ابن عرفة : بأن الحجة ثابتة (بَعْدَ الرُّسُلِ) ، وأما قبلهم أو معهم فليست ثابتة ، فالصواب أنه متعلق بقوله (يَكُونَ) أي : (لِئَلَّا يَكُونَ) بعد الرسل للناس على الله حجة ثابتة مطلقا.
قوله تعالى : (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ).
ابن عرفة : يحتمل عندي أن يريد أنزله مع علمه ، ويريد بالعلم المعلوم والمصدر مضاف للمفعول ، والضمير عائد عليه ، أي أنزله مصاحبا المعلومة أي تصاحب المعجزات والآيات الدالة على صحته وهدف نبوة الرسول ، فهو إنزال القرآن وإنزال دليله وهو المعجزات معه.
قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ).
احترازا ؛ لأنه لما قال (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ) ، ثم قال (وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ) توهم أن فيه تقوية لشهادتهم واعتقادات صحيحة.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا).
دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.
قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ).
نفي للقابلية على سبيل المبالغة ، والمراد من مات منهم على الكفر لقوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) [سورة الأنفال : ٣٨].