وقيل : تمنى أن تكون امرأة أوريا حلالا له فاتفق قتل أوريا فتزوج بها ، ولم يغتم عليه كما يغتم على أمثاله فعاتبه الله تعالى.
وقيل : كان في شريعته إنه إذا مات رجل وخلف امرأة فأولياؤها أحق بها إلا أن يرغبوا عنها ، فلما قتل أوريا خطبها داود ولم يخطبها أولياؤها لجلالة قدر داود ، وهيبته فعوتب.
وقيل : كان ذنب داود أنه صدق أحدهما على الآخر وظلمه قبل مسألته.
قال الحاكم : ولم يتعمد داود الخطيئة ، ولكن ترك الاستدلال ، وكان يمكنه فهذه الوجوه ذكرها مشايخ المعتزلة ، وأنكروا ما يروى من حديث الحمامة ، وأنها دخلت على محرابه.
وقيل : إنها من ذهب فتبعها ليتحف بها ولده فطارت إلى كوة نظر منها امرأة أوريا ناشرة لشعرها ، كاشفة لثيابها ، وقد غطاها شعرها ففتن بها ، فأمر رئيس العسكر يخرج أوريا مع التابوت ليقتل ، فلم يزل كذلك حتى قتل فتزوجها داود وهي أم سليمان ، وقالوا : هذا من اختلاق الحشوية ، وقد روي عن علي عليهالسلام أن من روى هذا الذي يرويه القصاص معتقدا صحته جلدته مائة وستين ؛ لأنه فرية على نبي فضوعف حدها.
وقوله تعالى : (وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) قيل : عبر بالركوع عن السجود وقد جاء ذلك شعرا :
فخر على وجهه راكعا |
|
وتاب إلى الله من كل ذنب |
قال في عين المعاني عن الخدري : رأيت في المنام كأني أكتب السورة فخر القلم ساجدا عند الآية فذكرته للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فسجد وأمر به.
وقيل : خر بعد ما كان راكعا ، واستشهد أبو حنيفة بالآية على أن الركوع في التلاوة يقوم مقام السجود.