في التهذيب : تأخذ بحلوقهم فتحرق أجوافهم.
قال في الكشاف عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقرئ رجلا فكان يقول : طعام اليتيم فقال قل : طعام الفاجر يا هذا.
وفي عين المعاني كان أبو الدرداء لا ينطلق لسانه فيقول طعام اليتيم فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قل طاعم الفاجر».
قال في الكشاف : ولهذا استدل أبو حنيفة أن القراءة بالفارسية جائزة إذا أدى القارئ المعاني ؛ لأنها دلت على أن إبدال لفظة بلفظة جائز إذا كانت مؤدية معناها.
واعترض الزمخشري رحمهالله بأن قال : إن كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز من اللطف المعاني والإعراب ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية ولا غيرها ، وما كان أبو حنيفة ـ رحمهالله ـ يحسن الفارسية فلم يكن ذلك منه عن تحقيق منه وتبصر.
وروى علي بن أبي الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكاره القراءة بالفارسية ، وقد يروى أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يمنع بعض العرب في قراءته بالكاف بالقاف ، نحو : (كل هو الله أحد) ابتداء ، ثم نسخ ذلك ومنع ، وهذا حجة من منع القراءة بالفارسية.
وفي كلام الزمخشري إشارة إلى أن من لا يحسن اللفظة لفساد اللسان نحو أن يجعل الحرف حرفا آخر نحو يحمن في رحمن أنه يتركها وهذا هو الذي ذكره القاضي زيد ، والفقيه يحيى بن أحمد للمذهب فإن جاء بها أفسدت.
وقال أبو مضر : الأولى الترك فإن جاء بها لم تفسد ، ومفهوم كلام المؤيد بالله أن الواجب أن يأتي بها ، فإن ترك جاهلا صحت ، فعلى الرواية من أبي حنيفة يجعل فاسد اللسان وغيره سواء.