الأول : مادة التماس تقتضي أنه من اثنين لأنها مفاعلة ، والغالب في فعل الاثنين أن يكون مقصودا.
الثاني : أنه إشارة إلى أن الكفارة على الفور ، وأنها تجب قبل القرب من المرأة بقصد ، أو غيره ، ويجاب أيضا : أنه من باب النفي ، وهو المنع من الوطء حتى يكفر ، والقاعدة استعمال الأعم في النفي والأخص في الثبوت ، قال شيخنا ابن عرفة : ولو قالت المرأة لزوجها أنت على كظهر أمي ، فلا خلاف أنها لا يلزمها شيء إلا أن ابن السيد حكى في شرح الموطأ عن الحسن : أنه يلزمها الكفارة.
قوله تعالى : (ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ).
الزمخشري : لأن الحكم بالكفارة دليل على ارتكاب الجنايات يعني الإثم ، والكفارة راجعة للإثم ، ويرد بالكفارة اليمين بالله تعالى ، وبأن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، حلف وكفر ، وكذلك أبو بكر ، ولا إثم هناك ، وإنما الإثم الذي ترفعه الكفارة في الظهار فقط فحقه أن لا يقول ذلك مطلقا بل مقيدا بهذا.
قول (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، أطلق هذا القول لأن العمل أعم يصدق على القول ، والعمل.
قوله (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) ، المراد بنفي الوجدان نفي الملك ، فإذا أعتق عنه الغير لا يجزئه ، لأنه لا يكون الدلالة ، بل للمعتق والولاء تابع للملك ومستلزم له ، لقوله : إذا اعتق أجنبي عن امرأة زوجها في كفارة عليها أن النكاح لا ينفسخ على المشهور ، بخلاف ما لو أعتقه عنها على مال دفعته فإنه ينفسخ النكاح ، لأن الولاء لها حينئذ.
قوله (مُتَتابِعَيْنِ) ، اللفظ يقتضي تتابع الشهرين أنفسهما فيما بينهما ، وتابع أيامهما وتقييد الشهرين بالتتابع دليل على أن كل ما اختلف فيه من الصوم المطلق فإنه غير متتابع ، كقوله لله عليّ صوم شهر ، إذ لو كان التتابع مفهوما من لفظ الشهر ، لما احتيج إلى تقييده بالتتابع ، ولكان وصفه بذلك تأكيد مع أن الأصل التأسيس ، ولم هنا لنفي الماضي المتصل بالحال ، لأنه إذا كان عديما حين اليمين ثم أيسر بعد ذلك ، فعليه العتق ، وإنما يعتبر يسره وعسره حين الحكم عليه ، واختلفوا في الإطعام ، وفيه طريقان فمن الشيوخ من يقول : يطعم [٧٥ / ٣٧٢] مدا بمد هشام ، ثم يحكي الخلاف في قدر مد هشام ، فقيل : هو مدان إلا ثلث بمده صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : مد وثلث بمد هشام ، ثم يقول : وفي قدر مد هشام قولان : قيل : مدان إلا ثلث ، وقيل : مد وثلث ، وأكثر الكفارات متفقة ، وكفارة فدية الأذى مدان بمده صلىاللهعليهوسلم ، وجزاء صيد مد واحد بمده صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبمعنى ذلك أن