الحكمين يحكمان عليه بمثل ما قتل من النعم أو قيمته طعاما فيطعم مدا واحدا لكل مسكين.
قوله تعالى : (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا).
أي أنزل حكم الظهار لتعلموا به فتؤمنوا بالله ورسوله ، إذ لا يعمل به إلا من صدق الرسول فيما أخبر به عن الله ، ولا يصدقه الأمر من الفخر ، أي ترتيب الكفارة أول ، ثم ثان ، ثم ثالث ، لتؤمنوا.
قوله (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ) ، ذكر هذا دليل على أن حدود الله لا يتعداها إلا من قارب الدخول في الكفر ، والرجوع عن الإيمان ، ولهذا قال صلىاللهعليهوسلم : " المعاصي تزيد الكفر".
قوله تعالى : (آياتٍ بَيِّناتٍ).
احتجوا بها على أنه لا يجوز أن يرد في القرآن ما لا يفهم ، وأجيب : بأن قوله تعالى : (آياتٍ بَيِّناتٍ) ، مطلق يتناول بعض الآيات لا كلها ، ولا شك أن بعضها بين بلا خلاف.
قوله تعالى : (مُهِينٌ).
وقال تعالى قبله (عَذابٌ أَلِيمٌ) ، والجواب : إنما الأول فعلى الأصل ، لأن كل ذلك أليم ، وأما هذه فوجه مناسبتها أن المجادلة هي المشاقة ، ومن لوازمها الظهور والارتفاع والإهانة من لوازمها الذل والانخضاع.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ).
الخطاب إما للنبي صلىاللهعليهوسلم ، أو لخواص المؤمنين أو لعمومهم ، ونزل الجاهل منزلة العالم لظهور الدلائل الدالة على ذلك ، بحيث لا يخفى على أحد.
قوله (يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ) ، الزمخشري : لأن من علم بعض الأسباب بغير سبب فقد علمها كلها ، ابن سلامة : هذا اعتزال لأنه ينفي الصفة ، فيقول : إن الله عالم بلا علم ، قال شيخنا : ليس باعتزال إذ لا يصح أن يقول الحق أنه عالم بسبب ، وإنما ذلك في العلم الحادث ، وأما العلم القديم ، فهو عالم لذاته ، لا بسبب ، وقولنا عالم بعلم ليس بسبب بل الباء للمصاحبة.
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ).