إن كان التقدير .... (١)(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ، فالجملة موصولة غير مفصولة وتقرر أنها ما يؤتى بها مفصوله إلا لكمال الاتصال أو لكمال الانفصال ، وعطف هنا بالفاء لظهور السببية ، وفي غير هذه الآية قالوا أو لعدم ظهورها.
قوله تعالى : (وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها).
الكافرون من تقدم ومن تأخر ومن هو موجود في الحال ، وجميع الأمثال إما على التوزيع أو لكل كافر مثل ذلك ، أو لكل كافر أمثال ذلك باعتبار التجدد شيئا بعد شيء.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا).
أسند إدخالهم الجنة إلى نفسه تشريفا لهم ، وقال في الكافرين : (ليست في الكافرين) (النَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) زيادة في البغي عليهم ، كما قال تعالى : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ) [سورة آل عمران : ٧٧].
قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ).
ابن عرفة : كان بعضهم يقول : كم الخبرية لكثير آحاد العدد ذاته ، (وَكَأَيِّنْ) تكفر له باعتبار صفته بدليل قوله تعالى هنا : (هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ) فهي تكثير لها باعتبار أوصافها الشديدة.
قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ).
ابن عطية ، والزمخشري : أي صفة الجنة.
وقال القرطبي : إن المثل بمعنى الحديث ذكره في سورة المدثر.
قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ).
قال ابن عطية : أي ونعيم أفادته المغفرة وإلا فالمغفرة إنما هي قبل دخول الجنة.
وقال ابن عرفة : هو عند إشارة إلى أن هذا النعيم ليس خالصا بمن لم يقترن السيئات ، بل هو عام يدخل فيه من خلط العمل الصالح بالسيء.
قوله تعالى : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ).
ابن عطية : هنا سؤال : وهو أنه لا يحتاج إلى التنبيه على المخالفة بين الشيئين إلا إذا كان ممن يقارنهما ، أما إذا كانت المخالفة بينهما معلومة بالبديهة فلا فائدة بالتنبيه
__________________
(١) بياض في المخطوطة.