السين للاستقبال أو التحقيق ، فإن قلت : هلا قال : المخلفون لأن العبارة باسم الفاعل أبلغ في الذم؟ والجواب : أنه قصد التنبيه على الاستغناء عنهم ، وأن الله تعالى خلقهم ، كما قال تعالى (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ) [سورة التوبة : ٤٦] وإن كان التخلف في ظاهر الحال منهم فهو في الباطن منسوب إلى المؤمنين بمعنى أنهم تركوهم ولم ينالوهم.
قوله تعالى : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ).
فيه سؤالان :
الأول : قال في آل عمران : (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [سورة آل عمران : ١٦٧] قلب القول للأفواه كما لا للألسنة؟ فالجواب : أن قولهم هنالك أكثر وأعظم وأشنع لأنهم قالوا : (لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لَاتَّبَعْناكُمْ) [سورة آل عمران : ١٦٧] ، وبدليل قول الله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ) [سورة آل عمران : ١٦٧] فدل على كثرة قولهم ، فنسب الكثير للأفواه إذ هي أوسع من الألسنة.
الثاني : قالوا يؤخذ من الآية الرد على إمام الحرمين ، في قوله :
إن الكلام لفي اللسان وإنما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
وردوا عليه بأن ابن العربي إنما يحتج بقوله : فيما ينطق فيه بطبعه من رفع ونصب وخفض ، أما ما يحكم فيه فلا ، وأجيب : بأن هذا حكم على اللغة والعربي إذا تكلم بكلمة ويقول : معناها عندي كذا فالمرجع لقوله على وجه الدليل من الآية ، أن الله تعالى قال (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) والضمير في (لَيْسَ) عائد على القول فلو لا أن ذلك القول قابل لأن يكون قال (فِي قُلُوبِهِمْ) والضمير عائد على المذكور ، والمذكور إنما هو القول ، قال : ونسبها لقول اللسان مع أن مخارج الحروف غير منحصرة في اللسان لكنه هو أعمها.
قوله تعالى : (إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا).
يقال : بفتح الضاد وضمها وهما راجعان لمعنى واحد أحدهما حسّي والأخرى معنوي.
قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ).