سورة النجم
قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى).
ذكر ابن عطية : نزولها ، وأجاد الطيبي نفي بعضهم.
الزمخشري : فسأله عن العامل في إذا ، فقال له : مقدر أي أقسم بالنجم إذا هوى ، فقال له : فعل القسم حال ، وإذا ظرف لما يستقبل فيتناقضان ، فأجاب الزمخشري :
بثلاثة أوجه :
الأول : أن العامل مضاف مقدر ، أي وهوى النجم إذا هوى.
والثاني : أن تكون إذا مجرورة عن الزمان كقواهم : أينك إذا احمر البسر ، أي وقت احمراره.
والثالث : أن المستقبلات باعتبار علم الله تعالى كلها ماضية انتهى ، الجواب الأول : يرد بعدم الفائدة والصواب ، أن يقدروا حركة النجم إذا هوى ، لأن الحركة أعم من الهوى ، فحينئذ يكون ، قوله تعالى : (إِذا هَوى) ، مفيدا وأما جوابه الثاني : يرد بأن الاستقبال في المثال يتصور بخلافه في الآية.
ولما ذكر الآمدي في شرح الجزولية : أن إذا لا يستعمل إلا في المقطوع بوقوع المعلوم وقت وقوعه ، مثله في المثال المذكور ، وأما الثالث : فيرد بالفرق بين علم الله تعالى بالشيء وبين وجود الشيء كما قالوا : في (أَتى أَمْرُ اللهِ) [سورة النحل : ١] جعله ماضيا لتحققه ، ثم قال : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) [سورة النحل : ١] ، وإنما الجواب بما قاله ابن مالك : في قوله تعالى : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) [سورة التوبة : ٩٢] ، أن إذا ظرف زمان لما مضى ، لأن نزول الآية كان بعد وقوع ذلك في الوجود ، فرد عليه : بأنه يلزمه التناقض فإن إذا ظرف لما مضى وانقطع ، وفعل الحال مناقض للماضي المنقطع ، فيجعل هنا إذا للحال كما جعلها ابن مالك للمعنى ، وليس من القياس في اللغة.
قوله تعالى : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى).
الزمخشري : الضلال ضد الهدى والغي ضد الرشاد ، انتهى ، فيؤول الأمر إلى أنهما بمعنى واحد ، وليس كذلك فالصحيح ما فسره ابن عطية ، فالضلال نساته وغلطه ، أي ما خبركم به عن الله فهو خبر صحيح ، وليس بخبر غير منوي ولا مقصود بوجه ، إذ لا يفعل ذلك إلا مجنون ، والغي أن يقصد الإخبار بشيء لا مصلحة فيه ولا