في وضع الحروف ومعانيها
(قوله وأما الوضع العام والموضوع له الخاصّ فقد توهم أنه وضع الحروف وما الحق بها من الأسماء كما توهم أيضا أن المستعمل فيه فيها خاص مع كون الموضوع له كالوضع عاما ... إلخ) فيكون الأقوال في وضع الحروف وما الحق بها من المبهمات كأسماء الإشارة والضمائر والموصولات ومن الهيئات ثلثه (الوضع العام والموضوع له الخاصّ) كما هو المشهور بين المتأخرين ومنهم صاحب الفصول وصاحب المعالم وقد تقدم تصريح الأخير به (والوضع العام والموضوع له العام والمستعمل فيه الخاصّ) وهذا القول لم نعرف له قائلا غير أنه يظهر من الفصول وجود القائل به.
(قال) ما هذا لفظه وما يقال من إنها وضعت للمفاهيم الكلية ثم استعملت في الجزئيات بقرائن مقامية أو مقالية فكل من الوضع والموضوع له فيها عام والمستعمل فيه خاص فمدفوع انتهى (والوضع العام والموضوع له العام والمستعمل فيه العام) كما هو مختار المصنف على ما ستعرفه بل والقدماء أيضا كما ستأتي الإشارة إليه من المصنف وفي الفصول أنه اشتهرت حكاية هذا القول عن المتقدمين.
(قوله والتحقيق حسبما يؤدى إليه النّظر الدّقيق إن حال المستعمل فيه والموضوع له فيها حالهما في الأسماء ... إلخ) وحاصل تحقيق المصنف في وضع الحروف أن كلا من الوضع والموضوع له والمستعمل فيه فيها عام كما في أسامي الأجناس وذلك لأن الخصوصية المتوهمة في الحروف (إن كانت خصوصية خارجية) بان يكون معنى الحروف أو المستعمل فيه فيها جزئيا