همومي وإذا ذكرت الحسين (ع) تدمع عيني وتثور زفرتي فأنبأه الله ....)
مما يستفاد من الرواية أن نبي الله زکریا (ع) لم يكن يعلم التفصيل عن هذه الأسماء قبل أن يتأثر بدلیل (فأنبأه الله) مما يعني أن مجرد ذكر هذه الأسماء الشريفة له أثره في القلوب ، ويختص الإمام الحسين (ع) بأثر خاص وهو (خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة) وكذا (تدمع عيني وتثور زفرتي) ، ومثله ما جاء في إحدى زياراته عن الإمام الصادق (ع) (ربکی له جميع الخلائق) والإطلاق فيها بين المراد ، وكذا عندما قال يونس بن ظبيان للإمام الصادق (ع) (إن قلبه ليخفق عندما يتذكر الحسين). والمشاهدات في هذا الجانب كثيرة ، فكثير من المؤمنين بمجرد أن يذكر اسم الحسين (ع) تفيض أعينهم بالدموع وتثور منه الزفرات ، والذي يبدو أنه لا يلزم العلم بتفاصيل الحادثة لوقوع هذا الأثر ، والقول بأن الكثيرين يذكر اسم الحسين (ع) عندهم ولا يتأثرون ، يمكن حمله على أحد أمرين : إما أن تكون نسبة التأثير متفاوتة أي أن أرقى درجة (الاختناق بالعبرة وثوران الزفرة) فتتلوها تنازليا درجات مختلفة ، أو لاختلاف ترجمة التأثير من باب (لا تفقهون تسبيحهم). وهل الأثر يشمل جميع الناس أم أنه مختص بالمؤمنين؟
خصوص تأثيره بالمؤمنين فواضح ، أما شموله لجميع الناس فيمكن بالقرائن الخارجية القول به والتي منها بكاء قتلة الحسين (ع) عليه وهم قتلته ، وكذا کبكاء المسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى عليه. وأما الذين لم يبكوا أو يتأثروا فلربما احتاجوا إلى (التذكير فقط كأمر (المعرفة).