جیم:
بعد أن ذكرنا بعض الآيات والروايات الدالة على جواز ـ الجواز بالمعن الأعم من المستحب والواجب والمكروه والمباح ـ اللعن بل رجحانه ، بل وجوبه في بعض الموارد ، نذكر هنا دليلا مستقلا منسلا من النصوص وقد أفردناه لأهميته وهو :
أجمع العلماء على وجوب الاعتقاد بفروع الدين كالصلاة والصوم وغيرها ، وعدوا المنكر لفرع من فروع الدين إما جاحدا أو كافر ـ بالمعنى الواسع ـ على تفصيل مذكور في مظانه ، ومن جملة فروع الدين الواجب الاعتقاد بما فرعين مهمين وهما (التولي والتبري) ، بمعنى أن المسلمين أجمعوا علی وجوب موالاة ومحبة أولياء الله سبحنه کالأنبياء والأوصياء وهذا لا خ لاف فيه ولا نقاش ، وكذلك أجمعوا على معاداة وبغض أعداء الله سبحانه. حيث قال جل اسمه : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرهم). وكذا قوله تعالى : (لا تتولوا قوما غضب الله عليهم). وعليه يكون الحب في الله واجب والبغض في الله واجب.
وهذا الحب والبغض (التولي والتبري) مصاديق كثيرة ، وما يهمنا ـ هنا في البحث ـ هو التبري ، حيث أن لعن أعداء الله سبحانه وتعالى ، وكذا أعداء رسوله (ص) من أجلى مصاديق التبري وله من الثواب ما لا يحصى ، وإن كان عدم اللعن نابعة ولو بشيء بسيط من الظن في أولمك بحيث يؤثر على الفرع الديني لكان الأمر معصية بلا ریب حيث فيه موالاة لأعداء الله ، ويكفي قوله تعالى : (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).
__________________
(١) سورة المجادلة آية
(٢) سورة الممتحنة آية .