سورة البقرة
ومن سورة البقرة وهى مدنية كلها
بسم الله الرّحمن الرّحيم
حدثنا عمار بن عبد المجيد ، وحدثنا الحسن بن على ، قال : حدثنا منصور بن المنذر ، قالوا : حدثنا على بن إسحاق ، وحدثنا أيضا الحسن بن على ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عروة الهروى ، قال : حدثنا يوسف بن بلال ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، عن الكلبى ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس فى قوله عزوجل :
(الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤))
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦))
(الم (١)) يقول : أنا الله أعلم ، ويقال : الألف من الله ، واللام من جبريل ، والميم من محمد ، ويقال : الألف آلاؤه ، واللام لطفه ، والميم ملكه ، ويقال : الألف ابتداء اسمه الله ، واللام ابتداء اسمه [لطيف] ، ويقال : الميم ابتداء اسمه مجيد ، ويقال : قسم أقسم الله بها (١).
(ذلِكَ الْكِتابُ) أى هذا الكتاب الذى يقرؤه عليكم محمد عليهالسلام (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه أنه من عندى ، فإن آمنتم به هديتكم ، وإن لم تؤمنوا به عذبتكم ، ويقال : (ذلِكَ الْكِتابُ) الذى وعدتك يوم الميثاق أن أوجبه إليك. ويقال : (ذلِكَ الْكِتابُ) يعنى اللوح المحفوظ ، ويقال : (ذلِكَ الْكِتابُ) يعنى التوراة والإنجيل (لا رَيْبَ) فيه لأمتك ، (فِيهِ) أن فيه صفة محمد ونعته.
__________________
(١) انظر : أقوال العلماء فى الحروف المقطعة أوائل السور فى : تفسير الطبرى : (١ / ٦٧) ، وزاد المسير لابن الجوزى (١ / ٢٠) ، والنكت والعيون للماوردى (١ / ٦١) ، وتفسير القرطبى (١ / ١٥٤) ، وتفسير ابن كثير (١ / ٣٥) ، والدر المنثور للسيوطى (١ / ٢٢).