إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦) ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨) قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠))
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) ألهمت الحواريين القصارين وهم أثنا عشر رجلا (أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) عيسى (قالُوا آمَنَّا) بك وبرسولك عيسى (وَاشْهَدْ) أنت يا عيسى وشهد بعضهم على بعض (بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ (١١١)) مخلصون بالعبادة والتوحيد (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ) الاصفياء ، يعنى شمعون الصفار (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) يقول لك قومك : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) هل يفعل ربك ، قرأت بالتاء ونصب الياء تقول : هل تستطيع أن تسل ربك (١)(أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً) طعاما (مِنَ السَّماءِ قالَ) عيسى لشمعون قل لهم (اتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله (إِنْ كُنْتُمْ) إذ كنتم (مُؤْمِنِينَ (١١٢)) موقنين فلعلكم تتركون شكرها فيعذبكم ، فقال لهم ذلك شمعون (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) بما ترينا من العجائب (وَنَعْلَمَ) ونستيقن (أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) ما تقول : (وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣)) إذا رجعنا إلى قومنا.
(قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) طعاما من السماء ، ويقال : بركة الطعام وكان معهم شىء من الطعام (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا) لأهل زماننا (وَآخِرِنا) ولمن خلفنا لكى نعبدك فيها ، وكان يوم الأحد (وَآيَةً مِنْكَ) معجزة لك لمن آمن وحجة على من كفر (وَارْزُقْنا) أعطنا ما سألناك (وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١٤)) أفضل المعظمين (قالَ اللهُ) لعيسى قل لهم (إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ) ما سألتم (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ) بعد النزول والأكل (مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (١١٥)) عالمى زمانهم أمسخه خنزيرا ، قالوا : بعد النزول والأكل هذا سحر مبين كذب بين ، قال عيسى : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ) على هذه المقالة التى استحقوا
__________________
(١) انظر : فى توجيه القراءة : معانى القراءات للأزهرى (ص ١٤٧) ، بتحقيقنا ، ط العلمية ، بيروت.