التوحيد (أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣)) ساكتون فإنهم لا يجيبونكم بالتوحيد يعنى الكفار ، ويقال : وإن تدعوهم يا معشر الكفار إلى الأصنام إلى الهدى إلى الحق (لا يَتَّبِعُوكُمْ) لا يجيبوكم (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ) يعنى الأصنام (أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) ساكتون لا يجيبونكم ولا يسمعون دعاءكم لأنهم أموات غير أحياء (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) مخلوقون أمثالكم (فَادْعُوهُمْ) يعنى الآلهة (فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) فليسمعوا دعاءكم وليجيبوكم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤)) أنهم ينفعوكم (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) إلى الخير (أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) يأخذون بها ويعطون (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها) عبادتكم (أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) دعوتكم (قُلِ) يا محمد لمشركى أهل مكة (ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) استعينوا بآلهتكم (ثُمَّ كِيدُونِ) اعملوا أنتم وهم فى هلاكى (فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥)) فلا تؤجلون (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) حافظى وناصرى الله (الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ) نزل جبريل علىّ الكتاب (وَهُوَ يَتَوَلَّى) يحفظ (الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِهِ) من دون الله من الأوثان (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ) نفعكم ولا منعكم (وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧)) يمنعون مما يراد بهم (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى) إلى الحق (لا يَسْمَعُوا) ولا يجيبوا لأنهم أموات غير أحياء (وَتَراهُمْ) يا محمد يعنى الأصنام (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) كأنهم ينظرون إليك مفتحة أعينهم (وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨)) لأنهم أموات غير أحياء (خُذِ الْعَفْوَ) خذ ما فضل لهم من الأكل والعيال ، وهذا منسوخ ، ويقال : خذ العفو عمن ظلمك وأعط من حرمك وصل من قطعك (١)(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) بالمعروف والإحسان (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩)) عن أبى جهل وأصحابه ، المستهزئين ، ثم نسخ الإعراض (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ) يصيبنك (مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) وسوسة وريب (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) فامتنع بالله من وسوسته (إِنَّهُ سَمِيعٌ) باستعاذتك (عَلِيمٌ (٢٠٠)) بوسوسته.
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (٢٠٢) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ
__________________
(١) انظر : النكت والعيون للماوردى (٢ / ٧٩) وزاد المسير لابن الجوزى (٣ / ٣١٤).