تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦))
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا) الكفر والشرك ووسوسة الشيطان (إِذا مَسَّهُمْ) إذا أصابهم (طائِفٌ) ريب ووسوسة (مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا) عرفوا (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١)) منتهون عن المعصية (وَإِخْوانُهُمْ) إخوان المشركين يعنى الشياطين (يَمُدُّونَهُمْ) يجرونهم ويوسوسونهم (فِي الغَيِ) فى الكفر والضلالة والمعصية (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (٢٠٢)) لا ينتهون عن ذلك (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ) يعنى أهل مكة (بِآيَةٍ) كما طلبوا (قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) هلا تكلفتها من الله ، ويقال : اختلقتها من تلقاء نفسك (قُلْ) يا محمد لهم (إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) أعمل وأقول بما ينزل على من ربى (هذا) يعنى القرآن (بَصائِرُ) بيان (مِنْ رَبِّكُمْ) بالأمر والنهى (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣)) بالقرآن (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ) فى الصلاة المكتوبة (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) إلى قراءته (وَأَنْصِتُوا) لقراءته (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)) لكى ترحموا فلا تعذبوا (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ) اقرأ أنت يا محمد وحدك إن كنت إماما (تَضَرُّعاً) مستكينا (وَخِيفَةً) خوفا (وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) دون الرفع من القراءة والصوت (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) بكرة وعشية فى الصلاة أى صلاة الغداة وصلاة المغرب والعشاء (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥)) فى القراءة فى الصلاة إذا كنت إماما أو وحدك (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) يعنى الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ) لا يتعظون (عَنْ عِبادَتِهِ) عن طاعته والإقرار له بالعبودية (وَيُسَبِّحُونَهُ) يطيعونه (وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)) يصلون والله أعلم بالصواب.
* * *