أوحينا (إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) آدمى مثلهم (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ) أن خوف أهل مكة بالقرآن (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ) ثواب خير ، ويقال : إيمانهم فى الدنيا قدمهم فى الآخرة (عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ) كفار مكة (إِنَّ هذا) القرآن (لَساحِرٌ) كذب (مُبِينٌ (٢) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) من أيام أول الدنيا ، أول يوم يوم الأحد ، وآخر يوم منها يوم الجمعة ، طول كل يوم ألف سنة (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) استقر ، ويقال امتلأ به العرش (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أمر العباد ، ويقال : ينظر فى أمر العباد ، ويقال : يبعث الملائكة بالوحى والتنزيل والمصيبة (ما مِنْ شَفِيعٍ) ما من ملك مقرب ولا نبى مرسل يشفع لأحد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) إلا بإذن الله (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) الذى يفعل ذلك وهو ربكم (فَاعْبُدُوهُ) فوحدوه (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣)) أفلا تتعظون.
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) بعد الموت (جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا) صدقا كائنا (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) من النطفة (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد الموت (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فيما بينهم وبين ربهم (بِالْقِسْطِ) بالعدل الجنة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) من ماء حار قد انتهى حره (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٤)) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) للعالمين بالنهار (وَالْقَمَرَ نُوراً) لهم بالليل (وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) جعل له منازل (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) حساب الشهور والأيام (ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِ) لبيان الحق والباطل (يُفَصِّلُ الْآياتِ) يبين الآيات من القرآن بعلامات التوحيد الوحدانية (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥)) يصدقون (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فى تقلب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وذهابهما ومجيئهما (وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ) وفيما خلق الله من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك (وَالْأَرْضِ) من الشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك (لَآياتٍ) لعلامات لوحدانية الرب (لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦)) يطيعون.
(إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ) لا يخافون (لِقاءَنا) بالبعث بعد الموت ، ويقال : لا يقرون بالبعث بعد الموت (وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا) اختاروا ما فى الحياة الدنيا على الآخرة (وَاطْمَأَنُّوا بِها) رضوا بها (وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا) عن محمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (غافِلُونَ (٧)) جاحدون تاركون لها (أُولئِكَ مَأْواهُمُ) مصيرهم (النَّارُ بِما