لِي ساجِدِينَ (٤)) يقول : رأيت الشمس والقمر نزلا من أماكنهما وسجدا لى سجدة التحية وهما أبواه راحيل ويعقوب (قالَ) يعقوب ليوسف فى السر (يا بُنَيَ) إذا رأيت رؤيا بعد هذا (لا تَقْصُصْ) لا تخبر (رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ) لإخوتك (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) فيحتالوا لك حيلة يكون فيها هلاكك (إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ) لبنى آدم (عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥)) ظاهر العداوة يحملهم على الحسد.
(وَكَذلِكَ) هكذا (يَجْتَبِيكَ) يصطفيك (رَبُّكَ) بالنبوة (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) من تعبير الرؤيا (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بالنبوة والإسلام أى يميتك على ذلك (وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ) بك ويتم نعمته أيضا على أولاد يعقوب بك (كَما أَتَمَّها) نعمته بالنبوة والإسلام (عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ) من قبلك (إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ) بنعمته (حَكِيمٌ (٦)) بإتمامها ، ويقال : عليم برؤياك حكيم بما يصيبك (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ) فى خبر يوسف (وَإِخْوَتِهِ آياتٌ) عبرات (لِلسَّائِلِينَ (٧)) عن خبرهم ، نزلت هذه الآية فى حبر من اليهود (إِذْ قالُوا) إخوة يوسف بعضهم لبعض (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ) بنيامين (أَحَبُّ إِلى أَبِينا) آثر عنده (مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) عشرة (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨)) فى خطأ بين فى حب يوسف واختياره علينا ، ثم قال بعضهم لبعض : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) فى جب (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) يقول : يقبل عليكم أبوكم بوجهه (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ) من بعد قتله (قَوْماً صالِحِينَ (٩)) تائبين من قتله ، ويقال : صلحت حالكم مع أبيكم (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) من إخوة يوسف وهو يهوذا لإخوته (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ) ولكن أطرحوه (فِي غَيابَتِ الْجُبِ) فى أسفل الجب ، ويقال : فى طلمته (يَلْتَقِطْهُ) يرفعه (بَعْضُ السَّيَّارَةِ) مارى الطريق من المسافرين (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (١٠)) به أمرا ، ثم جاءوا إلى أبيهم.
(قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (١٦) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا