صادِقِينَ (١٧) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨) وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠))
(قالُوا) لأبيهم (يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١)) حافظون (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ) يذهب ويجئ وينشط (وَيَلْعَبْ) يله (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢)) مشفقون (قالَ) أبوهم (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) فلا أراه (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) لأنه رأى فى منامه أن ذئبا يشتد عليه فمن ذلك قال وأخاف أن يأكله الذئب (وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣)) باللعب ، ويقال : مشغولون بعملكم (قالُوا) لأبيهم (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) عشرة (إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤)) لعاجزون ، ويقال : مغبونون بترك حرمة الولد والأخ (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ) بعد ما أذن لهم بذهابه (وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ) يقول : اجتمعوا على أن يطرحوه (فِي غَيابَتِ الْجُبِ) فى أسفل الجب (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) إلى يوسف أرسلنا إليه جبريل ، ويقال ألهمه (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ) لتخبرنهم يا يوسف (بِأَمْرِهِمْ) بصنيعهم (هذا) بك (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥)) وهم لا يعلمون أنك يوسف حتى تخبرهم ، ويقال : لا يعلمون بوحينا إلى يوسف (وَجاؤُ أَباهُمْ) إلى أبيهم (عِشاءً) بعد الظهر (يَبْكُونَ (١٦)) على يوسف (قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ) ننتضل ونصطاد (وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا) ليحفظه (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) كما قلت (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ) بمصدق (لَنا وَلَوْ كُنَّا) إن كنا (صادِقِينَ (١٧)) فى قولنا.
(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ) لطخوا على قميصه (بِدَمٍ كَذِبٍ) دم جدى ، ويقال : طرى إن قرأت بالدال (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ) زينت (لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً) فى هلاك يوسف ففعلتم (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) فعلى صبر جميل بلا جزع (وَاللهُ الْمُسْتَعانُ) منه أستعين (عَلى ما تَصِفُونَ (١٨)) على صبرى على ما تقولون من هلاكه ولم يصدقهم فى قولهم لأنهم قالوا مرة أخرى قبل هذا : قتله اللصوص (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ) قافلة من المسافرين من قبل مدين يريدون مصر فتحيروا فى الطريق فأخطئوا الطريق فجعلوا يهيمون فى الأرض حتى وقعوا فى الأرض التى فيها الجب ، وهى أرض دوثن بين مدين ومصر فنزلوا عليه (فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ) فأرسل كل قوم طالب الماء وهو ساقيهم فوافق