اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠٩) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١))
(رَبِ) يا رب (قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ) أعطيتنى ملك مصر أربعين فرسخا فى أربعين فرسخا (وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) تعبير الرؤيا (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يا خالق السموات والأرض (أَنْتَ وَلِيِّي) ربى وخالقى ورازقى وحافظى وناصرى (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً) مخلصا بالعبادة والتوحيد (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)) بآبائى المرسلين فى الجنة (ذلِكَ) الذى ذكرت لك يا محمد من خبر يوسف وإخوته (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) من أخبار الغائب عنك (نُوحِيهِ إِلَيْكَ) نرسل إليك جبريل به (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ) عندهم (إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ) اجتمعوا على ان يطرحوا يوسف فى الجب (وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)) يريدون بذلك هلاك يوسف (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ) أهل مكة (وَلَوْ حَرَصْتَ) لو جهدت كل الجهد مقدم ومؤخر (بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)) بالكتب والرسل (وَما تَسْئَلُهُمْ) يا محمد (عَلَيْهِ) على التوحيد (مِنْ أَجْرٍ) من جعل (إِنْ هُوَ) ما هو يعنى القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) عظة (لِلْعالَمِينَ (١٠٤)) الجن والإنس (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) من علامة (فِي السَّماواتِ) من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك (وَالْأَرْضِ) وما فى الأرض من الجبال والبحار والشجر والدواب وغير ذلك (يَمُرُّونَ عَلَيْها) أهل مكة (وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (١٠٥)) مكذبون بما لا يتفكرون فيها (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ) أهل مكة (بِاللهِ) فى السر ، ويقال : بعبودية الله (إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)) بوحدانية الله فى العلانية.
(أَفَأَمِنُوا) أهل مكة (أَنْ تَأْتِيَهُمْ) أن لا تأتيهم (غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) عذاب من عذاب الله مثل يوم بدر (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) عذاب الساعة (بَغْتَةً) فجأة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٠٧)) بنزول العذاب (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (هذِهِ) يعنى ملة إبراهيم (سَبِيلِي) دينى (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ) على دين وبيان