(أَنَا) أدعو (وَمَنِ اتَّبَعَنِي) آمن بى يدعون إلى الله أيضا على بصيرة على دين وبيان (وَسُبْحانَ اللهِ) نزه نفسه عن الولد والشريك (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨)) مع المشركين على دينهم (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) نرسل إليهم جبريل كما أرسل إليك (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) منسوب إلى القرى مثلك (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) أهل مكة (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) فيتفكروا (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) كيف صار آخر أمر (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الكفار (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) الجنة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) الكفر والشرك والفواحش وآمنوا بالله وبمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠٩)) أفليس لكم ذهن الإنسانية أن الآخرة خير من الدنيا ، ويقال : إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى ، ويقال : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أفلا تصدقون بما أصاب الأولين حيث كذبوا الرسل.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) فلما أيس الرسل من إجابة القوم (وَظَنُّوا) علموا وأيقنوا يعنى الرسل (أَنَّهُمْ) يعنى قومهم (قَدْ كُذِبُوا) كذبوا بما جاءوا به من الله إن قرئت مشددة ، ويقال : وظنوا يعنى القوم يعنى الرسل قد كذبوا أخلف وعد الرسل إن قرئت مخففة (جاءَهُمْ نَصْرُنا) يعنى عذابنا بهلاك قومهم (فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ) يعنى الرسل ومن آمن بالرسل (١)(وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا) عذابنا (عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠)) المشركين (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ) فى خبرهم ، خبر يوسف وإخوته (عِبْرَةٌ) آية (لِأُولِي الْأَلْبابِ) لذوى العقول من الناس (ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى) يعنى القرآن ليس بحديث يختلق (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) موافق للتوراة والإنجيل وسائر الكتب بالتوحيد ، وبعض الشرائع ، وخبر يوسف ، عليهالسلام ، (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) بيان كل شىء من الحلال والحرام ، وخبر يوسف (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةً) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١)) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن.
__________________
(١) انظر معانى القراءات للأزهرى (ص ٢٢٩ ، ٢٣٠) بتحقيقنا ـ ط دار الكتب العلمية بيروت ، مشكل القرآن لابن قتيبة (٢٥١) ، وتفسير الطبرى (١٣ / ٩١) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٥٠).